الديوان » العصر العثماني » علي الغراب الصفاقسي » أعد من أحاديث الحبيب على سمعي

عدد الابيات : 39

طباعة

أعد من أحاديث الحبيب على سمعي

وأسند روايات الغرام إلى دمعي

ولا ترو أخبار الصبابة عن سوى

مُسلسل ذاك الدمع في مرسل الفرع

وسُقم غدا في ثوبه الجسم مُدرجا

ولا زال موقُوفا على وصله خلعي

فأخبار دمعي والسقام صحيحةٌ

وهل في أحاديث الصحيحين من وضع

فما سقمي بالبين مؤتلف الشفا

ولا رمقي في الحبّ مستدرك الرجع

أرى أصل دائي ليل فرع يجرّه

صباحٌ يؤول الجرّ فيه إلى الرفع

ترى خلف معسول اللمى حية لها

تلوّ تُميت الصبّ من ألم اللسع

أغنّ بدت غناء روضة وجهه

فغنى عليها طائر القلب بالسجع

غزالٌ مراعيه العقول وربعهُ

بطي الحشا ويلي على ساكن الربع

تفرق صبرين مُذ جمعت غرامه

وما رجع التفريق فيه إلى الجمع

يُبيح دمي جورا ويمنعُ وصلهُ

فوا حيرتي بين الاباحة والمنع

وهي ركنُ صبري كلما شاد أو رنا

فوا جزعي إن شاد من شادن الجزع

نوى بالحشا وترا وصلاه بالحيا

ووترُ المصلي بالفؤاد بلا شفع

تدرعت في حرب الغرام لصدّه

بصبر أمنت الدّهر فيه من الصدع

فجرد سيفا من بواتر لحظه

ومزق ما أحكمتُ من ذلك الدرع

تُريدُ اللّواحي نزعه من ضمائري

ومن دُونه نزعُ الحياة بلا نزع

أبينُ ولي عينٌ يُرى طارقُ الكرى

على بابها كلّت يداهُ من القرع

تطاول ليلي من تطاوُل صدّه

فيالك ليلٌ ضاق من طُوله ذرعي

ولمّا تردّى اللّيلُ ثوب بقائه

تيقّنتُ أنّ الصّبح في حالة النّزع

ولم أنس يوما قُلت صلني ليلة

فقال أليس الوصلُ يُمنعُ في الشرع

فقلتُ لهُ عمّن رويت فقال عن

إمام لغريان انتمى شامخ الفرع

إمامٌ زكيٌّ درّ ضرعُ عُلومه

فأنهل كلّ النّاس من ذلك الضّرع

لقد عمّ آفاق البيسطة فضله

كما عمّها من سائر العلم بالنّفع

لهُ عُقدت في المجد ألويةُ العلى

وطالت معاليه عن الشّهب السّبع

تكادُ خفيُّ المشكلات بدرسه

تُخاطبهُ جهرا فتدركُ بالسَّمع

تحلّى به جيدُ الزّمان فأصبحت

يداهُ تحلّي ماضي الدّهر بالنّفع

أفاض على أرجاء تُونس منبعا

فسمّيت الخضراء من ذلك النّبع

تقدّم في جمع العلوم فأخّرت

سواهُ عن التّقديم في رُتبة الجمع

مُصيب بسهم الرأي في كلّ مُعضل

مُجلّى صباح النّصح من غيهب الخدع

يضيقُ نطاقُ النّطق عن حصر مجده

وما حصر ما يحوي من المجد في الوسع

تحلّى بتقوى الله في كلّ حالة

وبالزّهد في الدّنيا الدّنيّة والقنع

سريٌّ سرى في النّاس معرُوفُ فضله

وبشرٌ به قد خُصّ من كرم الطّبع

إذا زُرعت في السّمع منه مواعظٌ

جنيت ثمار البرّ من ذلك الزّرع

ألا أيّها الحبرُ الّذي هامةُ العلى

من المجد من نعليه في موضع النّسع

ختمت أحاديث البخاري فانثنت

جميعُ الورى تُثني على ذلك الصّنع

أحاديث من في محفل اسمع الورى

كلام جماد والحنين من الجذع

عليه صلاةُ الله ما هبّت الصّبا

وما غرّدت ورقاءُ يوما على فرع

ويسألُ ربُّ النّظم حُسن دُعائكم

عسى بالدُّعا منكم يُعمّمُ بالنّفع

فلا زالت الأختامُ في روض درسكم

تضوعُ وهذا الختمُ في غاية الرّفع

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن علي الغراب الصفاقسي

avatar

علي الغراب الصفاقسي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Ali-Ghorab-Sfaxien@

394

قصيدة

48

متابعين

علي الغراب الصفاقسي، أبو الحسن. شاعر خلاعي له علم بفقة المالكية من أهل صفاقس. انتقل إلى تونس واتصل بالأمير علي باشا بن محمد، وصار من خواصه ولما قتل علي باشا ...

المزيد عن علي الغراب الصفاقسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة