الديوان » العصر العثماني » علي الغراب الصفاقسي » بشرى لمملكة الخضرا بواليها

عدد الابيات : 39

طباعة

بُشرى لمملكة الخضرا بواليها

إذا جاء يرغب في تعمير خاليها

مُؤمّنا خوف من كانت جنايتهُ

من قبل جانيها أو من غير جانيها

مُمهّدا طُرُق الإنصاف مُتّبعا

آثار والده بالعدل حاميها

مُحمّدٌ وعليُّ بن الحسين لهم

دانت من النّاس قاصيها ودانيها

كلٌّ أتى قاصدا فعل المحامد من

دفع المظالم واستئصال أهليها

إن مسّ تُونس من عصيانهم سقمٌ

فإنّ طاعتها من بعدُ تشفيها

وإنّ مملكة الخضراء أجمعها

بغيرهم لم تكن تعلو مبانيها

لئن حواها الّذي لي يستحقّ لها

من قبل فهو بالاستحقاق حاويها

فأيّ منزلة علياء حلّ بها

من تُونس وأبوهم غيرُ مُعليها

أو أيّ حلّة فخر كان لابسها

سواهُمُ وأبوهُمُ غير مسديها

ولايةُ الملك في نجليه تالدةٌ

وفي سواهُم طريفٌ وهو واليها

يا مالكا خضعت كلُّ البلاد لهُ

أعناقُ حاضرها طُرّا وباديها

لمّا تحاكمت الأيّامُ فيك وفي

من كان خصمك حين السّيفُ قاضيها

قضى عليه لكم من عدل بيّنة

قامت وردّ مياها في مجاريها

وأنزل الدّار بانيها ومُنشئها

يوم القضاء وأعطى القوس باريها

قُلوب كلّ الورى عن حبّكم جُبلت

أخذتُمُ الحقّ أو لم تأخُذُوا فيها

فإنّ أيّامكم كانت مواسمها

وغير أيّامكم كانت مواسيها

وصار عالي كُلّ النّاس سافلها

وصار سافلُ كلّ النّاس عاليها

جئتم وأيّامُها بالجور مُظلمةٌ

فعدن أيّامها منكم لياليها

أبديت بشر مُحيّا لو تهلّل في

داج من اللّيل لانجابت دياجيها

لو رام بشرُك تطويع العصاة لكم

بلا عساكر لانقادت عواصيها

فاللهُ أولاك نصرا لا يُفارقُكم

في الدّهر ما دامت الدُّنيا وما فيها

قد يسّر اللهُ أسباب الفتوح لكم

من الحصون الّتي شيدت مبانيها

فالكهفُ قد كان من آياتكم عجبا

تُتلى عجائبهُ والدّهرُ تاليها

أمّا وقائعُ ترشيش فلم أرها

إلا كرُؤيا حكاها الان رائيها

فالان لو رُمت فتح السّدّ هان ولو

حاولت نيل الجبال الشمّ تحويها

فكلُّ شيء لك الرّحمانُ يسرهُ

فزدهُ شُكرا لما أولى وتنزيها

ما إن عليك لشخص منّةٌ ظهرت

إلا لمولى البرايا فهو مُوليها

لا يدّعي أحدٌ فضلا عليك ولا

جميلُ فعل ولا حسناءُ يُبديها

فمر بعرف وخُذ بالعفو عن زلل

فالعفوُ أقربُ للتّقوى ومُوليها

مُدّت أيادي الرّعايا منك سائلة

إتمام عفو وأمن منك يُنجيها

فاللهُ يسأل كلا عن رعيّته

يوم القيامة والمسؤولُ راعيها

وإن أخذت بحقّ ليس ذا خطأ

وإن عفوت ففضلٌ منك تُوليها

لا عفو إلا على ذنب وحلمُ فتى

إلا على قُدرة في النّاسُ مُبديها

وقد قدرت وهم جرُّوا ومثلك من

يعفو ويحلم عمّا جرّ ماضيها

ولا تُشبها بأقوال الوّشاة فما

يجرُّ نفعا إلى علياك واشيها

أدام ربُّ العلا بالعزّ دولتكم

ومن سعادتها تشقى أعاديها

ولا برحت لهذا الملك تعمرُها

شادت أوائلك القصوى معاليها

ولم يزل كوكب الإقبال يصعدُ في

سماء عليائكم واللهُ يحميها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن علي الغراب الصفاقسي

avatar

علي الغراب الصفاقسي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Ali-Ghorab-Sfaxien@

394

قصيدة

48

متابعين

علي الغراب الصفاقسي، أبو الحسن. شاعر خلاعي له علم بفقة المالكية من أهل صفاقس. انتقل إلى تونس واتصل بالأمير علي باشا بن محمد، وصار من خواصه ولما قتل علي باشا ...

المزيد عن علي الغراب الصفاقسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة