سِنُونُ كلمْحِ البَرْقِ جاءَتْ وَمَرّتِ

وَساقَتْ مَشقّات الحَياة وَجَرَّتِ

تُقارِعُ في خَطَّ الضَّياعِ غَياهِبي

وما افَتَرَّ يَوْمًا وَجْهُها وَاسْتَقَرَّتِ

لِتَسْتَعْمرَ النَّزْعَ الأخير بِشَهْقَةٍ

وَتَتْركني حَتَّى أموت بِحَسْرتي

بِضِحْكَتِها الصَّفْراء مَحْض غِواية

كأشْباحِ ظِلٍّ في السَّرابِ تَعَرَّتِ

أنا لمْ أزَلْ للآن أحْصُد خَيْبَة

بِوَمْضة حُلْمٍ مِنْ مَدَى العُمْرِ فرّتِ

بِوَهْمٍ زَرَعْت الفُلَّ بيْن مَفاوِز

بِها الرّيح عاثَتْ ثمّ خَطَّتْ وذرَّتِ

وَفَرَّتْ جُيوشي عِنْد أَوَّلِ َجوْلَةٍ

وَنَفْسي عَلى ذاكَ الغياب أصَرّتِ

وأبْقَيْتُ خَلْفي للهزيمة مشْهدا

وزادتْ بيَ الأوْجاع ثمَّ اسْبَطرَّتِ

تباغتني الأحلام قبل أوانها

ويا لَيْتَها ظَلَّتْ بِنا واسْتَمَرَّتِ

كأنَّ جذى الأوهام زاد نِصابها

بأرضٍ بِقانون الجُنونِ أقرّتِ

أنا الحكْمةُ المَجْهول في النّاس حَلّها

وَما زِلْتُ سِرّا سِرَّهُ بِمجَرَّتي

سَابْقى أنا المَخْتوم بالسحر شِعْرها

وَمن غَيْر سحري قد يَليق لغَمْرَتي