الديوان » العصر المملوكي » أبو بكر العيدروس » سبحان عالم إعلاني وإسراري

عدد الابيات : 54

طباعة

سبحان عالم إعلاني وإسراري

وشاهدي غائباً أو كنت في داري

وعالم السرّ مني حيث أستره

وغيره ماله علم بأسراري

فانني لست أرضى غيره بدلاً

آوى إلى عزّه من كلّ ختار

أشكو إلى اللَه ممن لام في كرمي

على المقلين من أبناء أعصاري

أنا الذي لا أرى الامساك يصلح لي

فلا أفارق جودي خوف إعسار

وطنت نفسي على أشياء أعرفها

عن كابر كلها أفعال أخيار

فليس لي مسلك إلا اتباعهم

وسبق لاحقهم في كلّ مضمار

فلو بذلت طريف المال عن طرف

مع التلير لما باليت يا جاري

أيمسك المال خوف الفقر ذو كرم

عرق الندا في مجاري مجسمه جاري

فلو تدينت ملء الأرض من ذهب

ما بات عندي منه عشر أعشار

لم أكترث من ثقيل الدّين أحمله

اللَه يحمل جلّ الحادث الطاري

مولاي يقضيه عني فهو ذو وجدة

بحيث يسره من غير إجبار

يا صاح قل للذي بالدّين عبرتي

ماذا عليّ بذاك العار من عار

ما الخلق طرّا فكن من حيث شئت فان

اللَه أوصفهم حقاً بأطوار

شرّ الورى كذباب جلّ همته

أذى البرية أسماع وأبصار

دع من يعيرني بالدين وارم به

ومن يرى في سبيل الجود إبذاري

ما آذنت إلا لقصد صالح أبداً

لقاصد جاء أو للأهل والجار

لم أحبس البر عن أهلي أصونهم

ولا عن الجار وهو الدار بالدار

لم أطلب الدين إلا عند حادثة

أزاد فيها رضاء الخالق الباري

أو في مصالح ذات البين أدرؤها

وهل لها صاح غيري الآن من دار

أنفق ولا تخش إقلالاً فربك ذو

جود عميم وفضل فائض جاري

ولا ترى من يرى التفريد في لقم

أطعمتها الضيف في صوم وإفطار

اللَه يجزيك ان أحسنت واحدة

عشرا يقينا بهذا يقرأ القاري

فقل لمن لامني في الجود أفعله

الجود أشرف أغراضي وأوطاري

ما يعتريه وما يعنيه من خبري

حتى ينقب عما تحت أستاري

فلا تكدّر بحري جيفة رميت

ولا يضرّ ببدر نبح هرّار

فليس يحجب من شبت له ناري

وليس يسغب من يعشو إلى ناري

لم يدر من لام إذ في الدين قد قبضت

مرهونة درع ثاني اثنين في الغار

هذا الذي في حديث الدرع نحفظه

عن حافظيه وهم أحبار أخيار

لي أسوة برسول اللَه أتبعها

ونسبة نشرت في كلّ أقطار

قد مات حيدرة والدين لازمه

ولا تسل عنه في قلّ وإكثار

ولم تحط عن الفاروق من شرف

ديونه فاستمع واقنع باخباري

كذا الزبير اعتراه الدّين ثم وما

كبا لذلك منه زنده الواري

فهؤلاء كرام زانهم شرف

هل ساء دينهم منهم بمقدار

وثم منهم كرام لا يماثلهم

في الجود من حلّ في نجد وأغوار

من آل بيت العلا من هاشم كأبي

شمس الهدى وبني الزهراء أقمار

وثابت الأصل زين العابدين ومن

أوصافه لم تكد تحتج لاشهار

والفضل للسير العباس حيث أتى

للخلق فخراً وفياضا ومطار

وابن جعفر فردا في سماحته

فاعجب لبحر سخا من صلب طيار

وانني لفتى القوم الكرام اذا

أسعى على ما لهم من حسن إيثار

أهلي نبات المعالي ما لهم مثل

في كلّ من حلها من كلّ ديار

فان ورثت المعالي بعد ما رحلوا

فكم ركبت لها من هول أخطار

أنا ابن من جودهم عمّ الأنام معا

حتى حكى في نوادي كلّ سمار

أنا الجواد ابن عبد اللَه ان عرضت

للجود مكرمة أني لها الشاري

وانني العيدروس وابن البتول إذا

حرّ تسلسل من أصلاب أحرار

أما ترى أنني قضيت دين أبي

وكان ذاك ثلاثون ألف دينار

مجدي قديم أخير لا يسايره

مجد لها حلامت من صبر وإيثار

ما زلت كأساً من الاحسان أوّله

فضل وثانيه عار عن العار

فلم أحل عن معاني من نسبت إلى

جلالهم عن عطياتي وابراري

اللَه عوني على ديني ومالكنا

غوث الأنام الهمام الضيغم الضاري

غوث البرايا صلاح الدين عامره

من فاق في حسن إيراد وإصدار

أدامه اللَه في عزّ وفي نعم

ومن يعاديه في ذلّ وإضرار

ثم الصلاة على المختار ما سجعت

ورق الحمام بأغلاس وأبكار

والآل والصحب ثم التابعين لهم

ما شقّ جيب الدجا بارق شار

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو بكر العيدروس

avatar

أبو بكر العيدروس حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Abu-Bakr-Al-Aidarous@

221

قصيدة

44

متابعين

أبو بكر بن عبد الله الشاذلي العيدروس، من آل باعلوى. مبتكر القهوة المتخذة من البن المجلوب من اليمن، كان صالحاً زاهداً، ولد في تريم (بحضرموت) وقام بسياحة طويلة، ورأى البن ...

المزيد عن أبو بكر العيدروس

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة