الديوان » مصر » أحمد الحملاوي » يا أزمة انفرجي فالظلم قد زادا

عدد الابيات : 78

طباعة

يا أزمة انفرجي فالظلم قد زادا

والبغى عم وقد صار الأذى زادا

والعدل ولى وحل الجور موضعه

والغدر بعد اشتداد الضعف قد سادا

أما النفاق فقد راجت تجارته

والحق أصبح في الأحداث أوكادا

والحقد والحسد الممقوت صاحبه

عم الأنام جماعات وآحادا

ختل وخدع وعدوان وتفرقة

بين القلوب فصار الكل أضدادا

أغراض كل إذا فكرت سافلة

حتى غدوا بعد لم الشمل أفرادا

يا أيها الخل لا ىلوك معذرة

إن كنت للنفس والأهواء منقادا

فالناس قد أصبحوا في سعيهم شيعا

والكل عن منهج افنصاف قد حادا

يلقاك بالبشر مسرورا ومبتسما

ولكن الصدر منه فاض أحقادا

حتى تولت وماتت كل عاطفة

منهم فمنهم رصين الطود قد مادا

فهم ذئاب بمرعى الضأن قد ضربوا

بل صيرتهم نفوس الشح آسادا

من حرصهم وانحطاط النفس رائدهم

قدفتتوا من قلوب الكل أكبادا

ففرّج الكرب يا مولاي من كرم

واجعل عبادك للمعروف روادا

والطف فإن قلوب الناس قد فسدت

وألحدوا في طريق الحق إلحادا

لذا اتخذت رسول الله ملتجئ

خير التبيين من للذين قد شادا

نور الوجود وسر السر من أزل

عين العيون ومن بالحق قد نادى

مطهر الكون من رجس ومن دنس

فطهره عمّ أرواحا وأجسادا

دعا إلى الله بالدين القويم ومن

إلى الرشاد دعا يزداد إرشادا

فأظهر الحق يزهو وجه طلعته

وأخمد الشرك والطغيان إخمادا

ورد بالكبر والإغضاء دعوته

قوم قد اتخذوا لله أندادا

فأعمل السيف فيهم بعد دعوتهم

وأوقد الحرب في الأعداء إيقادا

وسورة الفتح قد جاءت مبشرة

بعزّة النصر إرغاما لمن كادا

فانصاع قوم وقوم عاندوا وعتوا

فأبعدوا عن طريق الحق إبعادا

حتى استبانوا طريق الحق واضحة

فأذعن الكل أجنادا وقوّادا

هذا النبي به الأكوان قد شرفت

ومنه نالت بفضل الله إسعادا

من وجهه المشرق الوضاح قد محيت

آي الضلال وجيش الشرك قد بادا

في دينه الناس افواجا لقد دخلوا

فأصبحوا لجيمع الكون أسيادا

والآل والصحب والأنصار قد ضربوا

لقبة الدين في الآفاق أوتادا

حتى تمكن واشتدت دعائمه

وصارت الناس للديان عبادا

في حبّ خير الورى قاموا على قدم

تخالهم في مجال الحرب آسادا

فما استكانوا لدى الهيجا وما ضعقوا

بل أغمدوا السيف في الأعداء إغمادا

وما ونوا في امتثال الأمر أو وهنوا

يوما ولا أردوا في الأمر إروادا

وكل غال لديهم صار مرتخصا

فالكل بالنفس والأموال قد جادا

فأخضعوا الكل من عرب ومن عجم

من بعدما الكل للإسلام قد عادى

دين قويم وشرح كله حكم

الذهن يدركه إن كان وقادا

كم معجزات لخير الخلق قد ظهرت

في الكون قد سبقت حملا وميلادا

كانت كشمس الضحى في الكون مشرقة

فاقت نجوم السما ضوءا وتعدادا

من قبل مولده كم بشرت رسل

وكم له ضربوا حدا وميعادا

وأنذرت قومها الرهبان قائلة

بأنّ دينهم قد زال أو كادا

وأن شرع رسول الله ينسخه

بمحكم الذكر آبادا وآمادا

لن معجزة القرآن أبلغ ما

جاءت به الرسل إحكاما وإرشادا

حلو المذاق له الألباب خاشعة

وأعجب الأمر إن كررته زادا

فالإنس والجن عن إدراكه عجزوا

من ينطق الصاد أو لم ينطق الضادا

لأنه من حكيم جل منزله

يهدى على الرشد والاداب آمادا

أخلاق هذا النبي المصطفى شرفت

قدرا فاضحى إليها الكل منقادا

آباؤه السادة الأطهار قد شرفوا

أصلا وفرعا فنعم القوم أجدادا

وجوههم بالهدى والفضل مشرقة

فكل هدى إليهم في الورى هادا

وكل مجد وذى مجد لهم تبعٌ

إذ صيرتهم صفات المجد أمجادا

لله من أنبجوا لله من ولدوا

هذا هو الفرد لكن فاق أعدادا

يا سيد الرسل مدحى فيك يطربني

ويشرح الصدر إنشاء وإنشادا

فاجعل جزائي على مدحيك من كرم

حسن الرعاية إسعافا وإسعادا

ورد عني يد الحساد إذ نصبوا

لي العداء فبئس القوم حسادا

ورد عني يد الحساد إذ نصبوا

لي العداء فبئس القوم حسادا

وذد بجاهك عني كل حادثة

يا خير من عن حياض الحق قد ذادا

للغدر والحرب والعدوان قد جنحوا

وأصبحوا عن سبيل السلم صدادا

في السر شر وإن وافيت مجلسهم

سمعت نصحا وأذكارا وأورادا

من شدة الذم في الدنيا وزخرفها

تخالهم في اقتناء المال زهّادا

يتلون في الزهد آي الذكر محكمة

كالهر يتلو بترتيل ليصطادا

من لي سواك رسول الله ينقذني

من معشر ركبوا للغدر منطادا

ثغورهم بثنايا الأنس باسمة

لكنهم ملئوا غلا وأحقادا

يا صابح القبة الخضراء قد جذبت

للغوث والغيث زوارا وقصادا

إنى محبك والمحبوب في سعة

من العناية إن ناجاك أو نادى

فأنت جاهى ومنجاتي ومدخري

تعطى الجزيل لمن وافاك مرتادا

فانظر إلي وأجزل في العطا صلتي

واجعل لروحي وجسمي منك أمدادا

فأنت والآل عندي خير واسطة

ارصدتكم لابتغاء الخير إرصادا

وعمك الحمزة الكرار من شهدت

له المشاهد أغوارا وأنجادا

والصحب والصهر والأنصار قاطبة

فمن حديثك فيهم صح إسنادا

فأنت معهم وحق الحق مدخري

إن عاند الدهر بالعدوان أو عادى

يا خير من بالندى يمناه قد بسطت

وأرفد الخير للزوار إرفادا

أيام زرتك قد كانت وحقك في

نهاية العز أفراحا وأعيادا

متى تعود فإن عادت بطيبة لي

مرغت في تربها الخدين تعدادا

وقلت جودك مأمولى ومطلبي

فكم بجودك قد قلدت أجيادا

وكن شفيعا إذا ما الصحف قد نشرت

ولم أجد لي بها قدمت لي زادا

يوم تطيش به الألباب من فزع

إذ أصبح الجسم والأعضاء شهادا

وجىء يومئذ بالنار صالية

منها يرى الكل أغلالا وأصفادا

فليس لي من شفيع قط أتبعه

سوى جنابك في الدارين مرتادا

صلى عليك إله العرش ما سجعت

ورق الحمى أو علت في الدواح أعوادا

والآل والصحب والأتباع قاطبة

وكل من لجيوش النصر قد قادا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد الحملاوي

avatar

أحمد الحملاوي حساب موثق

مصر

poet-Ahmed-El-Hamlawy@

99

قصيدة

312

متابعين

أحمد بن محمد الحملاوي. أديب، مدرس مصري، له نظم. تخرج بدار العلوم ثم بالأزهر. وزاول المحاماة الشرعية مدة. وعمل في التدريس إلى سنة 1928 ووضع كتباً مدرسية، منها (شذا العرف ...

المزيد عن أحمد الحملاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة