الديوان » السعودية » محمد بن عثيمين » تسليت إذ بان الشباب وودعا

عدد الابيات : 31

طباعة

تَسَلَّيتُ إِذ بانَ الشَبابُ وَوَدَّعا

وَأَصبَح فَودي بِالمَشيبِ مُرَوَّعا

وَأَقصَرتُ عَن لَهوي وَجانَبتُ باطِلي

كَفى واعِظاً مَرُّ السِنينَ لِمَن وَعى

وَكَيفَ وَقد طارَ اِبنُ دَأيَةِ لِمَّتي

وَحَثَّ بَنيهِ فَاِستَجبنَ لهُ مَعا

وَمالي وَنَظمَ الشِعرِ لَولا فَضائِلٌ

لِأَروعَ ساقَ العُرفَ لي مُتَبَرِّعا

تَفَيَّأتُ ظِلّاً وارِفاً في جَنابِهِ

فَأَصبَحتُ منهُ مُخصِبَ الرَبع مُمرِعا

سَأَشكُرُهُ شُكراً إِذا فُضَّ خَتمُهُ

يُؤَرِّجُ أَفواهاً وَيُطرِبُ مِسمَعا

سُعودُ بَني الدُنيا سُلالَةُ شَمسِها

مُقيمٌ سَواءَ الدينِ حينَ تَزَعزَعا

إِمامُ الهُدى عَبدُ العَزيزِ بنُ فَيصَلٍ

حِمى الدينِ وَالدُنيا وَراعٍ لِمَن رَعى

وَفي نَجلهِ المَيمونِ مِنهُ مخايلٌ

سَتُبلِغُهُ أَقصى مَدى مَن تَرَفَّعا

سُعودٌ شِهابُ الحَربِ إِن جاشَ غَلَيها

أَقامَ لَها سوقاً مِن المَوتِ مَهيعا

يَحُشُّ لظاها أَو يَبوخُ سَعيرُها

بِمَصقولَةٍ من عَهدِ كِسرى وتُبَّعا

هوَ الكَوكَب الوَقّادُ في قُنَّةِ العُلا

إِذا ما دَجا الخطبُ المَهيلُ تُشَعشَها

هُوَ البَحرُ إِن يَسكُن فَدرٌّ جَناؤُهُ

وَإِن جاشَ لَم تَملِك لهُ عَنكَ مَدفَعا

فَلِلَّهِ كَم مَجدٍ أَشادَ وَكَم عِدىً

أَبادَ وَكم مالٍ أَفادَ تَبَرُّعا

فَتىً شَبَّ في حِجر الخِلافَةِ راضِعاً

ثُدِيَّ العُلا إِ كانَ في المَهدِ مُرضِعا

فَتىً يَتَلَقّى المُعضِلاتِ بِنَفسِهِ

إِذا ما الجَريءُ الشَهمُ عنها تَكَعكَعا

جَرى مَعَهُ قَومٌ يَرومونَ شَأوَهُ

فَضَلّوا حَيارى في المَهامِهِ ضُلَّعا

عَلى رِسلِكُم إِنَّ العُلا طَمَحَت لهُ

وَإِنَّ بهِ عَنكُم لها اليَومَ مَقنَعا

لهُ نَفحَةٌ إِن جادَ تُغني عُفاتَهُ

وَأُخرى تُذيقُ الضِدَّ سُمّا مُنَقَّعا

تَشابَهَ فيهِ الجودُ وَالبأسُ وَالحِجى

إِلى هكَذا فَليَسعَ لِلمَجدِ مَن سَعى

مُفيدٌ وَمِتلافٌ سَجيَّةُ مولَعٍ

بِطَرقِ المَعالي صِبغَةً لا تَصَنُّعا

أَلَيسَ أَبوهُ مَن رَأَيتُم فِعالَهُ

تَضيءُ نُجوماً في سَما المَجدِ طُلَّعا

وَلا غَروَ اَن يَحذو سُعودٌ خِصالَهُ

وَيَرقى إِلى حَيثُ اِرتَقى مُتَطَلِّعا

كَذلكَ أَشبالُ الأُسودِ ضَوارِياً

تُهابُ وَتُخشى صَولَةً وَتَوَقُّعا

إِلَيكَ سُعودُ بنُ الإِمام زِجَرتُها

تُقَطِّعُ غيطاناً وَميثاً وَأَجرُعا

وَلَو أَنَّني كَلَّفتُها السَيرَ أَشهُراً

وَأَنعَلتُها بعدَ المَدامِثِ جُرشُعا

لِأَلقاكَ كانَت سَفرَتي تَجلُبُ المُنى

وَأَشعَبُ مِن دَهري بِها ما تَصَدَّعا

وَدونَكَها تَزهو بِمَدحِكَ في الوَرى

تُلَبَّسُ مِن عَلياكَ بُرداً مُوَشَّعا

بَدَت مِن أَكيدِ الوُدِّ لا مُتَبَرِّماً

وَلا قائِلاً قَولاً به مُتَصَنِّعا

يَرى مَدحَكُم فَرضاً عَلَيهِ مُحَتَّماً

إذا كان مَدحُ المادحينَ تَطَوُّعا

وَصلِّ على المُختار رَبّي وَآلهِ

وَأَصحابِه وَالناصرينَ له معا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد بن عثيمين

avatar

محمد بن عثيمين حساب موثق

السعودية

poet-Mohammed-bin-Uthaimin@

48

قصيدة

369

متابعين

محمد بن عبدالله بن سعد بن عثيمين عام 1854،ولد الشاعر في مدينة الخرج جنوب مدينة الرياض بقرابة ثمانين كيلومتراً،نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار، أتصل ابن عثيمين ...

المزيد عن محمد بن عثيمين

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة