وما الحبُّ إلا طاعةٌ وتجاوزٌ
وإن أكثروا أوصافَهُ والمعانيا
وما هو إلا العينُ بالعين تلتقي
وإن نَوَّعوا أسبابَه والدواعيا
أحمد شوقي
وَلَو أَنَّني أَستَغفِرُ اللَهَ كُلَّما
ذَكَرتُكِ لَم تُكتَب عَلَيَّ ذُنوبُ
وَلَو أَنَّ لَيلى في العِراقِ لَزُرتُها
وَلَو كانَ خَلفَ الشَمسِ حينَ تَغيبُ
وَلي فُؤادٌ إِذا طالَ العَذابُ بِهِ
طارَ اِشتِياقاً إِلى لُقيا مُعَذِّبِهِ
يَفديكَ بِالنَفسِ صَبٌّ لَو يَكونُ لَهُ
أَعَزُّ مِن نَفسِهِ شَيءٌ فَداكَ بِهِ
فَلَم أَرَ بَدراً ضاحِكاً قَبلَ وَجهِها
وَلَم تَرَ قَبلي مَيِّتاً يَتَكَلَّمُ
ظَلومٌ كَمَتنَيها لِصَبٍّ كَخَصرِها
ضَعيفِ القُوى مِن فِعلِها يَتَظَلَّمُ
بِفَرعٍ يُعيدُ اللَيلَ وَالصُبحُ نَيِّرٌ
وَوَجهٍ يُعيدُ الصُبحَ وَاللَيلُ مُظلِمُ
تَعَلَّقَ قَلبي طَفلَةً عَرَبِيَّةً
تَنَعمُ في الدِّيبَاجِ والحَلى والحُلَل
لَهَا مُقلَةٌ لَو أَنَّهَا نَظَرَت بِهَ
إِلى رَاهِبٍ قَد صَامَ لِلّهِ وابتَهَل
لَأَصبَحَ مَفتُوناً مُعَنَّى بِحُبِّهَ
كأَن لَم يَصُم لِلّهِ يَوماً ولَم يُصَل
نَقِّل فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِنَ الهَوى
ما الحُبُّ إِلّا لِلحَبيبِ الأَوَّلِ
كَم مَنزِلٍ في الأَرضِ يَألَفُهُ الفَتى
وَحَنينُهُ أَبَداً لِأَوَّلِ مَنزِلِ
الحب ليس روايةً شرقيةً
بختامها يتزوج الأبطال
لكنه الإبحار دون سفينةٍ
وشعورنا ان الوصول محال
هو أن تظل على الأصابع رعشةٌ
فَإِنَّ قَليلَ الحُبِّ بِالعَقلِ صالِحٌ
وَإِنَّ كَثيرَ الحُبِّ بِالجَهلِ فاسِدُ
فَإِنَّكَ في عَيني لَأَبهى مِنَ الغِنى
وَإِنَّكَ في قَلبي لَأَحلى مِنَ النَصرِ
فَيا حَكَمي المَأمولَ جُرتَ مَعَ الهَوى
وَيا ثِقَتي المَأمونَ خُنتَ مَعَ الدَهرِ
أَغارُ عَلى مابَينَنا أَن يَنالَهُ
لِسانُ عَدُوٍّ لَم يَجِد فيكَ مَطمَعا
وَآنَفُ لِلدَيّانِ أَن تَرتَمي بِهِ
غِضابُ قَوافي الشِعرِ خَمساً وَأَربَعا
أَرى النَفسَ عَن لَيلى أَبَت أَن تَطيعَني
فَقَد جُنَّ مِن وَجدي بِلَيلى جُنونُها
أَتاني هَواها قَبلَ أَن أَعرِفِ الهَوى
فَصادَفَ قَلباً خالِياً فَتَمَكَّنا
يا نائِماً أَيقَظَني حُبُّهُ
هَب لي رُقاداً أَيُّها النائِمُ
وإذا هَمَمْتُ بوَصْلِ غَيرِكِ رَدّني
وَلَهٌ إلَيكِ، وَشَافِعٌ لكِ أوّلُ
وأعِزُّ ثُمّ أذِلُّ ذِلّةَ عَاشِقٍ
والحُبّ فِيهِ تَعَزّزُ وَتَذَلّلُ
تَحَمَّل عَظيمَ الذَنبِ مِمَّن تَحِبُّهُ
وَإِن كُنتَ مَظلوماً فَقُل أَنا ظالِمُ
فَإِنَّكَ إِلّا تَغفِرِ الذَنبَ في الهَوى
يُفارِقكَ مَن تَهوى وَأَنفُكَ راغِمُ
يا رَبُّ لا تَسلُبَنّي حُبَّها أَبَداً
وَيَرحَمُ اللَهُ عَبداً قالَ آمينا