حمود بن محمد قابادو التونسي (أبو علي، أبو الثناء) (ولد سنة 1814م / 1230هـ - توفي سنة 1871م / 1288هـ)
شاعر، مفكر، ومفتي الديار التونسية على المذهب المالكي، وأحد أعلام النهضة الفكرية والدينية في القرن التاسع عشر بتونس. أصله من مدينة صفاقس، إلا أن أسرته انتقلت إلى تونس العاصمة، حيث وُلد ونشأ.
تميّز منذ صغره بولعه الشديد بعلوم البلاغة والأدب، ثم اتجه إلى التصوف، متأثراً بقراءة كتب القوم، لا سيما مؤلفات محيي الدين بن عربي، حتى غلب عليه مسلك التجرد والزهد، فكان يُرى أحياناً يسير حافي القدمين، مكشوف الرأس، رافعاً صوته بالتهليل في أسواق تونس، مظهراً هضمه لنفسه ومخالفته لأهل الهيئات.
هاجر وطنه سائحاً، فدخل طرابلس الغرب، ثم استقر في الأستانة، حيث التقى بالوزير التونسي أحمد بن أبي الضياف، الذي شجّعه على العودة إلى بلده. رجع إلى تونس سنة 1257هـ / 1841م، فاشتغل بالتدريس في جامع الزيتونة، ثم تولى قضاء باردو، وفي سنة 1285هـ / 1868م عُيّن مفتياً للمالكية.
كان إلى جانب شاعريته المتدفقة، واسع العلم في الفقه والفنون والعلوم الرياضية، يُرجع إليه في المسائل العويصة من الجبر والمقابلة والهندسة الإقليدية. تفرد بمهارته في التاريخ الشعري باستخدام حساب الجُمَّل، وله قصيدة دالية متميزة هنّأ فيها السلطان عبد المجيد بانتصاره على الروس، استخرج فيها تاريخ العام من حروف كل بيت، معجمها ومهملها، وصدرها وعجزها، وألحقها ...