الديوان » مصر » علي محمود طه » الغرام الذبيح

عدد الابيات : 14

طباعة

كم ليلةٍ حمراءَ خِلْتُ ظلامَها

يَدَ ماردٍ سَلَّتْ خضيبَ حُسامِ

وكأنَّ كلَّ سحابةٍ في أُفقها

شَبَحُ الخطيئةِ فوق عِرْضٍ دامِي

وكأنَّ أنجمها نوافذُ حانةٍ

شَرِبَ الدُّخانُ بها بريقَ الجامِ

وكَأَنَّ أنوارَ المدينةِ تَحْتَهَا

سُرُجُ الغوايةِ في طريق حَرامِ

همدَ الهواءُ بها فجهدُ حَراكِهِ

هَبَوَاتُ نارٍ في نفيثِ قَتَامِ

وكأنما اختنقَ الفضاءُ فكلُّ ما

فيه صريعٌ أو وشيكُ حِمامِ

ألفيتُني جسدًا تُسارقُ رُوحَهُ

قُبَلٌ عواصفُ ضُرِّجَتْ بأثامِ

أجتاحُها وأضجُّ من لذعاتها

فكأنَّها بدمي نقيعُ سُمامِ

وعلى يَدَيْ مسمورةٍ مخمورةٍ

ألتذُّ كالمقرورِ حرَّ ضرامِ

متضائلَ الأفكار مهدورَ القُوَى

متزايلَ الأهواءِ والأحلامِ

هي من تُرَى؟ هيَ هنَّ، هنَّ جواذبي

بأنيقِ ثوبٍ، أو رشيق قوامِ

الشارداتُ العائداتُ مع الضُّحَى

الطارداتُ وراءَ كلِّ ظلامِ

هن اللواتي إنْ صحوتُ فإِنَّنِي

منهنَّ طالبُ مَهْرَبٍ وسلامِ

أخمدتُ فوق شفاههنَّ شبيبتي

وذبحتُ بين عيونهنَّ غرامي!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن علي محمود طه

avatar

علي محمود طه حساب موثق

مصر

poet-ali-mahmoud-taha@

103

قصيدة

467

متابعين

شاعر مصري ينتمي إلى المدرسة الرومانسية،ولد علي محمود طه المهندس عام 1901م بمدينة المنصورة، وقضى معظم شبابه فيها. تعلم في الكُتاب وحفظ بعضا من سور القرآن الكريم، ثم انتقل إلى المدرسة الابتدائية، ...

المزيد عن علي محمود طه

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة