بوسعك،
أنت الذي لا يكل من الارتهان
بوسعك أن ترحل الآن:
لا وجهة
لا حقائبَ
لا ماء في جرة العُمر
لا زوجة في الثياب النظيفة
لا مطرا في المسالك
لا نجمة في الفضاء الذي يكسرُ الظَهر
منذ انحسار الرضا
صحيح!
ولكنه كفن واحد ثم ترتاح!
ـ أقمتُ طويلاً؟
ومقهى الجزيرة لم ينحنِ في المساء،
علي ركبتيه
لم يشته شارعا آخر
لم يضق بمساحته
وبأخشابه الشتوية،
بالزبن الدائمين
ولم يرتجل مشهدا للنساء المثيرات في المدن
الساحلية
لم ينته ضيقا كيديك،
ولم ينتشر كالدماء.
ـ وماذا تقول؟
ـ أحاول ان أهتدي لصباح
يلائم ترنيمتي وهوام الشعاب.
صباح آخر
وكل صباح
يفاجئنا باحتمالِ الرحيلِ
الى مدن الآخرين،
ذاتُ الملامح في وجهه المستطيل
البثور الدميمة
ـ ما يسميه حب الشباب ـ
التعابير
والمبسم المتراخي.
ـ أترحل؟
ـ هذا الصباح موات؟
ـ اذا شئت كان..
ولكنها نظرة للمدى المتباعد
تلك الغيوم البعيدة فوق الشعاب التي لا تُري
وأخري لشاي الجزيرة
هذي السخونةُ في ملمس الكأس
وثالثة للرفاق المحيطين
التآلف في لغة اليوم والفهم،
يسقط طير الفجيعة في دمه المرتخي ولا يهتدي
للبداية.
كلام آخر
لم تكنْ تلك رغبته الوحيدة ولم يكن يحفلُ
بالمسرات كثيراً ولكن جسده المحترق بالرغبات
والمنطفئ في الإسفلت البارد واصل النشيد المحكوم
قبلا بالفجيعة والتشوف.
يحاصرنا بالخرائط،
بالاحتمال وبالحدقة الفارغة.
ويبحث بين الوجوه عن الدهشة المستمرة
وبين البلاد عن الوطن المستمر
وبين الأصابع عن لسعة الاغتراب
وبين الجوارب عن لحم أنثي.
وما كان يبحث عن لغة
تنشل العمر
والشعر
غبَّ ابتعاد الخطي والحقائب،
ما كان...
ما كان...
كل بلاد علي بُعد مرمي الحجر
والبلاد التي لم تصلها اليدان
لم تصلها الحجارة بالناس،
منبوذة في مياه الأظافر.
أي القصائد لم تبتدئ بالأنا واليباس؟
وأي الرياح التي لا تهبُّ علي غرتي؟
لم تكن رغبة في عبور الضبابات والمطر
المتساقط في العين ولكنه الجسد المتواثب يحملني
للنشيد أو الانتحار.
تداع أخير
لا فرق بين المعاطف في ثلج جلعاد وبين
القميص المشجر بالدم في الأشرفية
هذي البثور الدميمة في وجهك المستطيل ومقهى
الجزيرة في جادة الملك فيصل
والله في أهبة للرحيل، ولا زوجة في ثيابك،
لا نجمة في السماء
التي
تكسر
الظهر
منذ
انحسار
الرضا.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أمجد ناصر

avatar

أمجد ناصر حساب موثق

الأردن

poet-amjad-nasser@

23

قصيدة

37

متابعين

ولد الاديب الشاعر أمجد ناصر عام 1955م، وحمل اسم يحيى النميري النعيمات، في قرية الطرّة-الرمثا، وأخذ اسما أدبيا مستعارا له هو "أمجد ناصر" حينما بدأ نشر أعماله، وهو من الشعراء ...

المزيد عن أمجد ناصر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة