عدد الابيات : 40

طباعة

غُصُنٌ يَهتَزُّ في دِعصِ

يَجتَني منه فؤادي حُرَقا

أَطلع الحسنُ لَنا من وَجههِ

قَمراً لَيسَ يُرى مُمَّحِقاً

وَرَنا عَن طَرفِ ريمٍ أَحوَرٍ

لحَظُهُ سَهمٌ لِقَلبي فُوِّقا

باسم عَن عِقدِ دُرٍّ خِلتُهُ

سَلَبَتهُ لثتاه العُنُقا

سالَ لام الصدغ في صَفحتِهِ

سيلانَ التبر وافى الوَرِقا

فَتَناهى الحسنُ فيهِ إِنَّما

يَحسُنُ الغصنُ إِذا ما أَورَقا

رَقَّ منه الخصرُ حَتّى خلتهُ

مِن نحولٍ شَفَّهُ قَد عَشِقا

وَكأنَّ الرِدفَ قَد تيّمَهُ

فَغَدا فيه مُعنى قَلقا

ناحِلا جاورَ منه ناعِماً

كَحَبيبي ظل لي مُعتَنِقا

عجَباً إِذ أَشبهانا كَيفَ لَم

يُحدِثا هَجراً وَلَم يَفتَرِقا

رُبَّ كأسٍ قَد كَسَت جُنحَ الدُجى

ثوبَ نورٍ من سَناها أَشرُقا

بِتُّ أَسقيها رَشاً في طَرفِهِ

سِنَةٌ تورثُ عيني أَرقا

خَفيت للعين حَتّى خِلتُها

تَتَّقي مِن لَحظِهِ ما يُتَقى

أَشرقت في ناصِعٍ من كَفِّهِ

كَشعاع الشَمس لاقى الفَلَقا

فَكأَنَّ الكأسَ في أَنمُلِهِ

صُفرةُ النَرجِسِ تَعلو الوَرِقا

أَصبَحت شَمساً وَفوهُ مَغرِباً

وَيَدُ الساقي المُحَيّى مَشرِقا

فَإِذا ما غربت في فَمِهِ

تَركت في الخَدِّ منه شَفَقا

وَغمامٍ هَطِلٍ شؤبوبه

نادمَ الروضَ فَغَنّى وَسَقى

خلعَ البرقُ عَلى أَرجائِهِ

ثوبَ وَشيٍ منه لَمّا أَبرقا

فَكأَنَّ الأَرضَ منه مُطبَقٌ

وَكأَنَّ الهُضبَ جانٍ أَطبقا

وَكأَنَّ العارضَ الجونَ به

أَدهَمٌ خلّى عليه بَلقا

وَكأَنَّ الريحَ إِذ هَبَّت له

طيرت في الجَوِّ منه عَقعَقا

في لَيالٍ ضَلَّ ساري نجمها

حائِرٍ لا يَستَبين الطُرقا

أَوقَدَ البَرقُ لَها مصباحه

فاِنثَنى جُنحُ دُجاها مُشرِقا

وَشدا الرَعدث حَنيناً فجرت

أَكؤس المزنِ عليه غدَقا

فاِنتَشى شُرباً وَأَضحى مائِلاً

مثلَ نشوانٍ وَقَد خَرَّ لقى

وَغدت تَحنو له الشَمسُ وَقَد

أَلحفتهُ مِن سناها نُمرُقا

وَكأَنَّ الشَمسَ تُحيى نَفسَه

غُرَّة المَعشوق تحيى الشَيِّقا

فَكأَنَّ الوَردض يَعلوه النَدى

وَجنَةُ المَحبوبِ تَندى عَرَقا

يَتفقّا عَن بهار فاقِعٍ

خِلته بالوَردِ يَطوي وَمَقا

كالمحبين الوصولين غَدا

خَجِلا هَذا وَهَذا فَرِقا

وَرَنَت مِنه إِلى شمس الضُحى

حدقٌ للنَور تصبي الحدَقا

وكأَنَّ القطرَ لما جادها

صارُ في الأَوراق منها زئبقا

مَن فَتىً مثلي لبأسٍ وَنَدى

وَمَقالٍ وَفعالٍ وَتُقى

شرفي نَفسي وَحَليى أَدَبي

وَحُسامي مِقوَلي عند اللقا

وَلِساني عند مَن يَخبرُهُ

أُفعوانٌ لَيسَ تثنيه الرقى

وَيَميني يُمنُ عافٍ مُعسرٍ

جمعت حمداً غَدا مُفتَرِقا

جَدّىَ الناصرُ للدين الَّذي

فرَّقت كفّاه عنه الفرَقا

أَشرَفُ الأَشرافِ نَفساً وأباً

حين يَعلوه وَأَعلى مُرتَقى

أَنا أَكسو ماغفا من مجدهم

بِحُلى رونق شعرى رونقا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


دِعصِ

الدِّعصُ: قُورٌ من الرمل مجتمع (لسان العرب) الدال والعين والصاد أصلٌ يدلُّ على دِقّة ولين. فالدِّعْصُ:ما قلَّ ودقَّ من الرمل. (مقاييس اللغة)

تم اضافة هذه المساهمة من العضو أبو سارة


معلومات عن مروان الطليق

avatar

مروان الطليق

العصر الأندلسي

poet-Marwan-Al-Taliq@

30

قصيدة

69

متابعين

مروان بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن الناصر، الأموي. من أمراء بني أمية في الأندلس. سجن في أيام المنصور محمد بن أبي عامر وهو في السادسة عشرة من ...

المزيد عن مروان الطليق

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة