الديوان » العصر الأندلسي » ابن أبي البشر » هل على ذي شبيبة من جناح

عدد الابيات : 29

طباعة

هل على ذي شبيبةٍ من جناحٍ

في تماديه خَطوةً في المزاحِ

أيها اللائمُ الذي حَسبَ اللَّومَ

صلاحاً ما فيه لي من صلاحِ

خَلنِّي أغتنم سعادة عمري

في اغتباق مُردَّدٍ واصطباحِ

قبل أن يعقدَ المشيبُ بفودَيَّ

لجاماً يكُفني عن جماحى

إن أكن في الهوى مُعنّى المُعَنِّين

فقد صادني مليحُ الملاحِ

لستُ بالراحِ مُستهاماً ولكن

بغلامٍ سعى إليَّ براحِ

بغُلامِ مثلِ الفتاةِ غريرٍ

أو فتاةٍ مثل الغلام رَداحِ

أنا صاحٍ من خمرةٍ غير أني

لستُ من خمر مقلتيه بصاح

فضحتنا المدامُ بين الندامى

حبذا هتكتي به وافتضاحي

كل حسن به يُباهي بضّدٍ

خرسُ الحجلِ مثلُ نُطقِ الوشاحِ

ومتى ما نظرتُ نَزّهتُ طرفي

في شقيقٍ ونرجسٍ وأقاحِ

فكأنَّ الأِلَه إذ خَلقَ الخلقَ

براه لفتنتي باقتراحي

يا بَني الموقفيِّ جزتم مدى الشكر

وفتم خواطرَ المُدّاحِ

بنفوسِ مخلوقة عن معالٍ

واكّفٍ مخلوقةٍ من سماحِ

كلُ بدرٍ تبلَّجَ المجدُ منه

عن حيا مُزنةٍ وضوءِ صباحِ

كتبَ الجودُ في المكارم منكم

صُحُفاً ما لها مدى الدهر ماحِ

بأيادي محمدٍ أصبح الشعر

حخطير الأثمانِ والأرباحِ

كاد فيه المديح يخطر زهواً

يبن عرضٍ حمى ومال مُباحِ

وثناءٍ نظمتُه في معاليه

كثير الحُجولِ والأوضاحِ

بمعانٍ مثلِ الكواكب زُهرٍ

وقوافٍ خفيفةِ الأرواحِ

هوَ جَمُّ الآدابِ جَزل المساعي

في غدُوٍ من العُلى ورواح

هضبة من شهامةٍ ووقارٍ

روضة من فكاهةٍ ومزاحِ

يسرحُ الحلمُ في جوانبِ صدرٍ

منه رحب الحمى فسيح النواحي

ذو اعتزالٍ عن الخنا وانقباضٍ

وانبساط إلى الندى وانشراحِ

يمنح النائل لجزيل ويرتاحُ

اشتياقاً للزائر المرتاحِ

عطنٌ للوفودِ خيّم فيه

مستميحٌ لنائلٍ مستماحِ

حاملٌ نفسهُ على الهول في المجد

ولو كانَ في رؤوس الرماحِ

لستَ تدري من بذلِهِ أمنيل

باعتمادٍ أو ضارب بقداحِ

أي غيثٍ همى ليحكي نداه

فهوَ غيث همى بوجهٍ وقاحِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن أبي البشر

avatar

ابن أبي البشر حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Ibn-Abi-Al-Bishr@

66

قصيدة

78

متابعين

علي بن عبد الرحمن بن أبي البِشر الكاتب الصقلي البلنوبي الأنصاري. أديب وشاعر من القرن الخامس الهجري أصله من صقلية، هاجر منها الى مصر بعد احتلال النورمنديين لصقلية، في أيام ...

المزيد عن ابن أبي البشر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة