الديوان » مصر » محمد الهمشري » لقد رنقت عين النهار وأسدلت

عدد الابيات : 19

طباعة

لَقَد رَنَّقَت عَينُ النَهارِ وَأَسدَلَت

ضَفائِرَها فَوقَ المُروجِ الدِياجِرُ

وَقَد خَرَجَ الخُفّاشُ يَهمِسُ في الدُجى

وَدَبَت عَلى الشَطِّ الهَوامُ النَوافِرُ

وَطارَت مِنَ الجَميزِ تَصرُخُ بومَةٌ

عَلى صَوتِ هِرٍّ في الدُجى يَتَشاجَرُ

وَفي فَتَراتٍ يَنبَحُ الكَلبُ عابِساً

فَيَعوي لَهُ ذِئبٌ مِنَ الحَقلِ خادِرُ

مَشيتُ وَحيداً مُطرِقُ الرَأسِ باكِياً

وَقَد شَرَّدَت في الحُزنِ مِنّي خَواطِرُ

حَزيناً تَهادى في الظَلامِ كَأَنَّني

إِلى الأُفقِ المَجهولِ في اللَيلِ سائِرُ

لَقَد أَشعَلَت كُلَّ المَآذِنِ نورَها

وَلاحَت عَلى الأُفقِ البَعيدِ المَقابِرُ

وَقَد عَقَدَت نارُ العُروشِ سَحائِبا

عَلَيها وَفاحَت بِالدُخانِ المَجامِرُ

وَمِن تَلعَةٍ تَبدو البُروجُ وَفَوقَها

حَمامٌ عَلى الصَمتِ المُخيمِ ذاكِرُ

يُنادي أَليفاً ضَلَّ في الدَغلِ مَسلِكاً

وَلَم يُبصِر الأَبراجَ وَالسَربُ عابِرُ

وقَد جَمَشَ البَردُ الشَفيفُ جَناحَهُ

فَمَدَّت لِنَتفِ الريشِ مِنهُ مَناقِرُ

يُراعي نَهاراً لَيسَ يَقبِلُ لَيلُهُ

مِنَ الفَختِ فيهِ تَستَكِنُّ الهَوادِرُ

شُعورُ اِنقِباضٍ في الظَلامِ وَوَحشَةُ

وَصَمتٌ حُزنٍ شَدَّ ما أَنا ناظِرُ

فَمِن أَينَ قَلبي يَستَمِدُّ خُفوقَهُ

وَمِن أَيُّها لي تَستَمِدُّ المَصادِرُ

وَفي مَهبَطِ الوادي تَقومُ عَرائِشٌ

مِنَ الكَرمِ وَالناطورُ في اللَيلِ ساهِرُ

وَقَد أَشعَلَ النيرانَ فيها لِيَصطَلي

فَرَفَّ لَهيبٌ في العَرائِشِ واهِرُ

يَزمرُ في الأَرغولِ وَاللَيلُ سامِعٌ

وَيُصغي إِلى الأَوهامِ وَاللَيلُ زامِرُ

أَرى السَهلَ في صَمتٍ كَئيبٍ وَوَحشَةٍ

تُخيمُ فَوقَ اللَيلِ وَالكَونُ غامِرُ

فَمِن أَينَ قَلبي يَستَمِدُّ خُفوقَهُ

وَمِن أَيُّها لي تَستَمِدُّ المَصادِرُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد الهمشري

avatar

محمد الهمشري حساب موثق

مصر

poet-al-hamshari@

60

قصيدة

243

متابعين

محمد بن عثمان الهمشري. متأدب له شعر، تركي الأصل، مصري المولد والمنشأ والوفاة ، ولد برأس البر (مصر)، ونشأ في القبلاوين، وتعلم بالمنصورة، ثم بكلية الآداب بالقاهرة، وتذوق الأدب الإنكليزي ...

المزيد عن محمد الهمشري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة