الديوان » مصر » محمد الهمشري » ايه رباه ما أراه أمامي

عدد الابيات : 51

طباعة

ايهِ رَبّاهُ ما أَراهُ أَمامي

أَيُّ نورٍ في أَيُّما أَسدافِ

هُوَ مَثوى الأَلحانِ بَعدَ شَتاتٍ

وَمَقَرُّ الأَرواحِ بَعدَ طَوافِ

تَرقُبُ المَوتَ وَالحَياةَ تَسيرا

نِ عَلى الوَقتِ وَهوَ كَالرَجّافِ

في اِنتحِاءٍ عَنِ العَوالِمِ قاصٍ

حَيثُ يَرقى السُكونُ مَرقى الفَضاءِ

وَطُيورُ القَضاءِ تَنعَبُ في المَو

تِ نَعيباً يَزيدُ هَولَ الفَناءِ

غَيرَ أَنَّ السُكونَ يَنهَشُهُ نَه

شا وَيَمشي الحَفى عَلى الضَوضاءِ

سَرمَدِيُّ البَقاءِ يَحكُمُ في المَو

تِ وَيَبقى عَلى بَقاءِ البَقاءِ

وَإِذا ما اِستَمَعتَ هالَكَ صَمتٌ

في عَويلُ الآزالِ وَالآبادِ

يَستَجيبُ الفَناءَ وَهوَ بَعيدٌ

فَيُلاقي مِنهُ سُكونَ الجَمادِ

حُلمٌ مُزعِجٌ تَراهُ بِها الأَر

ضُ وَهذا الفَناءُ مِثلُ الرُقادِ

اِستَطارَت لَهُ وَحَقَّقَهُ العَد

مُ مِنَ الخَوفِ في المَنايا العَوادي

لَيسَ شَيءٌ يُحيي المُنى فيهِ إِلّا

اِبيِضاضُ الثُلوجِ فَوقَ الصُخورِ

مِثلَ صَوبِ العِهادِ تَلحَقُ بِالبَع

ضِ وَتَنهالُ في اِصطِخابٍ نَكيرِ

تَطِسُ الصَخرَ وَالكُهوفَ وَتَن

قَضُّ عَلَيها مِثلَ اِنقِضاضِ النُسورِ

لَهفي كُلَّ ما أَرى فَهُوَ مَوتٌ

يُنذِرُ الأَرضَ مَوعِداً بِالثُبورِ

يَستَريحُ الزَمانُ وَالمَوتُ فيهِ

بَعدَ طولِ التَطوافِ وَالجولانِ

وَكَأَنَّ الزَمانَ خامَرَهُ الخَو

فُ فَأَضحى مَعَ الرَدى في اِحتِضانِ

وَتَلاشى بِهِ رُوَيداً رُوَيداً

ثُمَّ أَهوى عَلَيهِ كَالوَسنانِ

فَإِذا بِالفَناءِ يَحكُمُ فَرداً

فَوضَوِيّاً عَلى جَلالِ المَكانِ

هُوَ وادٍ لِلمَوتِ يَنشُرُ فيهِ

شِبَه دُنيا تَفنى وَشِبهَ حَياةِ

يَبسُطُ الوَقتَ كَالخِضَمِّ لِيَطوي

هِ وَيَعدو عَلَيهِ كَالسَعلاةِ

مَزَّقَت نَفسَها الرِياحُ عَلَيهِ

داوِياتٍ مِن فَوقِهِ مُعوِلاتِ

لَغظٌ يُشبِهُ الحَياةَ بِمَ تَح

وي وَلكِن خِلوٌ مِنَ الأَصواتِ

تُبصِرُ الدَوحِ صاعِداً في فَضاءٍ

يَتَراءى عَلَيهِ كَالأَشباحِ

في لُبوسٍ مِنَ الدَياجيرِ داجٍ

لَفَّهُ غَيهَبُ مُسَفُّ الجَناحِ

وَتَرى البَرقَ مومِضاً يَتَرامى

في ثَنايا الأَسدافِ مِثلَ الجِراحِ

أَو كَحَربٍ عَلى الظَلامِ عَوانٍ

قامَ بَينَ الأَجسادِ وَالأَرواحِ

وَتَرى المَوجَ فَوقَهُ يَركَبُ المَو

جَ وَيَعلو مُهاجِماً شُطآنَه

ظُلُماتٌ مِن فَوقِها ظُلُماتٌ

تُعجِزُ الطَرفَ في مَداها الإِبانَه

مُدجِناتٌ هَواضِبٌ تَتَرامى

في اِصطِخابٍ في لَيلَةٍ أَرونانَه

رَبِّ أَينَ المَفَرُّ مِنها وَهذا

شَبَحُ المَوتِ قَد أَطالَ جِرانَه

هِيَ هذي السَفينُ تَمضي عِجالاً

مُسرِعاتٍ تَجري عَلى التَيّارِ

تَتَلاشى في بَعضِها ثُمَّ تَحيا

لِتُعيدَ التَمثيلَ في الأَعمارِ

مُشبِها بَعضُها عَلى العُمرُ بَعضاً

لَو خَلَت مِن تَبايُنِ الأَوطارِ

وا لِهذا الفَناءِ وا لهَواهُ

وا لِهذا القَضاءِ وَالأَقدارِ

أَيُّها الوَقتُ كَم أَطَحتَ بِعَيشٍ

خَضلٍ كانَ وارِفَ الأَظلالِ

حَيثُ كُنّا وَقَد تَحَقَّقَ فيهِ

كُلَّ حاجٍ مِن سانِحِ الآمالِ

كُلُّ يَومٍ يَزدادُ حُسناً وَلُطفاً

ثُمَّ تَمضي الغَدى عَلى مِنوالِ

لَم يُكَدَّر سَماءَهُ أَيُّ غَيمٍ

وَمَضى ناعِماً بِأَحسَنِ حالِ

وَتُؤاتيكَ أَنَّةٌ وَعَويلٌ

مِن ظَلامِ الكُهوفِ وَالغيرانِ

أَهِيَ شَكوى الأَحلامِ يَصرَعُها المَو

تُ وَشَكوى مِمّا تَقاسي الأَماني

أَم هِيَ الروحُ تَستَغيثُ وَتَبكي

مِن عَدُوٍّ في المَوتِ ذي شَنآنِ

أَم هُوَ المَوتُ في الظَلامِ يُغنى

أَم عَزيفٌ يُدوي مِنَ الجَنّانِ

إِيهِ يا شاعِري كَفاكَ مُقاماً

ها هُنا فَالفَناءُ جَمُّ الضِفافِ

لَيسَ شَطُّ الأَعرافِ هذا وَلكِن

هُوَ رُكنٌ مِن شاطِىءِ الأَعرافِ

سَتَرى مَخبَأَ اللَيالي وَتَلقى

مَصرَعَ الوَقتِ في دُجاهُ الضافي

حَيثُ لا مَعلَمٌ هُنالِكَ يَهدي

لا وَلا فَوقَهُ يُصاخُ لِطافِ

فَسَرى فُلكُها يَشُقُّ الدَياجى

في ذَميلٍ مَسيرُهُ رَكّاضِ

يَمخَرُ المَوجَ وَالعُبابَ بِقَيدو

مٍ شَتيمٍ عَلى الرَدى خَوّاضِ

ثُمَّ أَرسى وَقَد عَراهُ رَجيفٌ

فَوقَ شَطٍّ مِنَ المَخاوِفِ ناضِ

لَيسَ رُؤيا عَلَيهِ غَيرُ ظِلامٍ

لَيسَ حِسٌّ عَلَيهِ غَيرَ اِنقِباضِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد الهمشري

avatar

محمد الهمشري حساب موثق

مصر

poet-al-hamshari@

60

قصيدة

242

متابعين

محمد بن عثمان الهمشري. متأدب له شعر، تركي الأصل، مصري المولد والمنشأ والوفاة ، ولد برأس البر (مصر)، ونشأ في القبلاوين، وتعلم بالمنصورة، ثم بكلية الآداب بالقاهرة، وتذوق الأدب الإنكليزي ...

المزيد عن محمد الهمشري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة