الديوان » سوريا » خليل شيبوب » أهديت لي أربة لون الرماد بها

عدد الابيات : 19

طباعة

أَهديتِ لي أُربةً لون الرماد بها

مثل الأزاهر في قدٍ وفي ورقِ

ضمختِها بعبيرٍ خلتُ أَن به

للزهر روحاً سرى في ذلك العبق

هذا الحرير يحاكي في تخطُّفه

سوانح الفكر بين النوم والأرق

كأن شمس خريفٍ غادرت شفقاً

وغودرت قطعةً في ذلك الشفق

أو النسيم على نول الغروب بها

حاك الكهولةَ غزّالاً على الأفق

أو روضة الحزنِ يوم الدجى جلَّلها

تراكبُ السحب في لون وفي نسق

أو ظل دوحٍ على ماءِ الغدير غدا

من النواسم في وجد وفي قلق

أهديتها لي لذكرى لا تزول وقد

أنزلتها منزل الأنوار في الحدق

حلّيتُ صدري بها والنفسُ حاليةٌ

بما تضمنها عيناكِ من عشق

وإنما العرم إدلاجٌ إلى غرضٍ

كأنما أنا أمشي منه في نفق

وأنت كوكب هذا العمر هاديةٌ

في البر والبحر دون التيه والغرب

أَمددتِني بشعاعٍ جاءَ مخترفاً

حجب الغيوب فوافي غير مخترق

أحللتُه الصدر مرتاحاً فأسكرني

حبّاً رضيتُ باني منه لم أفق

والحبُ كلُّ شباب القلب مختصرٌ

في نظرة منك للثاوي على الحرق

عيناك كأسا شراب الخلد نورهما

سر العواطف من موت الغرام يقي

هما زمردتا فجرٍ ولؤلؤتا

بحرٍ ونجما سماءٍ جالياً الغسق

وإنا أنا أهوى مقلتيك على

حالات قلبي من رشدٍ ومن نزق

والعهد ما بين قلبي واللحاظَ على

إن لا تخلي به شيئاً من الرمق

واليوم أحكمت هذا العهد جاعلةً

ميثاقه أربة نيطت إلى عنقي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن خليل شيبوب

avatar

خليل شيبوب حساب موثق

سوريا

poet-Khalil-Shayboub@

95

قصيدة

78

متابعين

خليل بن إبراهيم بن عبد الخالق شيبوب. شاعر من أدباء الكتاب، من طائفة الروم الأرثوذكس. سوري الأصل، ولد بالاذقية، واشتهر وتوفي بالإسكندرية. له (الفجر الأول-ط) وهو الجزء الأول من ديوان ...

المزيد عن خليل شيبوب

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة