الديوان » لبنان » جبران خليل جبران » صيري إلى بيتك الجديد

عدد الابيات : 31

طباعة

صِيرِي إِلَى بَيْتِكِ الْجَدِيدِ

في رَوْنَقِ الطَّالِعِ السَّعِيدِ

لَمْ تَتْرُكِي مَنْزِلاً مُجِيداً

إِلاَّ إِلَى مَنْزِلٍ مُجِيدِ

أَيُّ أَبٍ حَازِمٍ نَبِيلٍ

دَرَجَتْ مِنْ قَصْرِهِ الْمُشِيدِ

أَخْلَصْتُ وُدِّي دَهْراً لِقَوْمٍ

فَفُزْتُ بِالْمُخْلِصِ الْوَحِيدِ

حَدِّثْ بِمَا شِئْتَ عَنْ دِيَابٍ

فِي الْفَضْلِ مِنْ مبْدِيءٍ مُعيدِ

عَنْ أَدَبٍ عَنْ عُلُوِّ كَعْبٍ

فِي الْجَّاهِ عَنْ نَجْدَةٍ وَجُوْدِ

كَمْ مِنْ حُرِيبٍ ضَعِيفِ رِكْنٍ

أَوَى إِلَى رِكْنِهِ الشَّدِيدِ

وُجُوْدُ أَمْثَالِهِ قلِيلٌ

مِنْ نِعَمِ اللهِ فِي الوُجُودِ

أَسْمَاءُ هَذَا أَبُوكِ فَابْنِي

حِمَاكِ فِي ظِلِّهِ الْمَدِيدِ

وَفِي عِنَايَاتِ خَيْرِ أُمٍّ

يَصْدِرُ عَنْ رَأْيِهَا الرَّشِيدِ

كَأَنَّهَا صَوَّرَتْ مِثَالاً

لِلْبِرِّ بِالزَّوْجِ وَالْوَلِيدِ

إِنْ تَتَشَبَّهْ أَوْفَى الْغَوَانِي

بِهَا تَشَبَّهْن مِنْ بَعِيدِ

تَرَسَّمْتِ فِي الْكَمَالِ رَسْماً

جَرَتْ عَلَيْهِ بِلاَ مُحِيدِ

وَسِرْتِ سَيْراً عَدَاهُ ذَامٍ

فِي ذلِكَ الْمَنْهَجِ الْحَمِيدِ

آلَ الْعَرُوسَيْنِ لاَ بَرِحْتُمْ

مِنَ الْمَسَرَّاتِ فِي مَزِيدِ

لِتَوْبَةِ الْدَّهْرِ أِيِّ حُسْنٍ

فَالْيوْمُ عِيدٌ وَأَيُّ عِيدِ

قَد عَقَدَ الْيُمْنُ فِيهِ عِقْداً

لَهُ فَخارٌ عَلى الْعُقُودِ

غَيْرُ قَلِيلِ أَنْ تَشهَدُوهُ

وَالْمَجْدُ فِيهِ مِنَ الشُّهُودِ

أَسْمَاءُ فِي الْخَرْدِ الْغَوَالِي

فَرِيدَةُ اللُّؤْلُؤِ الْفَرِيدِ

تِلْكَ الذَّكِيَّاتُ فِي حَلاَهَا

مِنْ أَيِّ نَوْعٍ مِنَ الْوُرُودِ

يَأْبَى عَلَى الْعَفَافِ مِنْهَا

وَصْفُ قَوَمٍ أَوْ نَعْتُ جِيدِ

أَمَّا الْمَعَانِي بِهَا فَتَسْمُو

مَعَانِيَ الشَّاعِرِ الْمُجِيدِ

زُفَّتْ إِلَى نَابِهٍ حَصِيفٍ

فِي جِيلِهِ فَاقِدِ النَّدِيدِ

فَتىً وَدِيعٌ كَمَا دَعَوْهُ

غَيْرَ مُرِيبٍ وَلاَ مُرِيدِ

رَقِيقُ حُسْنٍ يَسْطُو بِبَأْسٍ

دَانَتْ لَهُ قُوَّةُ الْحَدِيدِ

بِعَينِ طِفْلٍ وَعَقْلِ كَهْلٍ

مَا فِعْلُهُ فِي فُؤَادِ رَوْدِ

يَا أَيُّهَا الآخِذَانِ عَهْداً

قَدَّسَهُ اللهُ فِي الْعُهُودِ

تِلْكَ السَّلافُ الَّتِي أَحَلَّتْ

بَيْنَ التَّسَابِيحِ وَالنَّشِيدِ

رَمْزٌ إِلَى خُلْسَةٍ أُبِيحَتْ

لِلْحُبِّ مِنْ كَوْثَرِ الْخُلُودِ

تَصِيبُهَا النَّفْسُ وَهْيَ ظَمْأَى

مِنَ الأَمَانِي وَالْوُعُودِ

رَدَّا صَفَاءَ الْهَوَى وَذَوَّقَا

مَا طَابَ مِنْ عَيْشِهِ الرَّغِيدِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن جبران خليل جبران

avatar

جبران خليل جبران حساب موثق

لبنان

poet-khalil-gibran@

1076

قصيدة

727

متابعين

جبران خليل جبران فيلسوف وشاعر وكاتب ورسام لبناني أمريكي، ولد في 6 يناير 1883 في بلدة بشري شمال لبنان حين كانت تابعة لمتصرفية جبل لبنان العثمانية. توفي في نيويورك 10 ...

المزيد عن جبران خليل جبران

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة