عدد الابيات : 27

طباعة

أُحُدٌ سبيلُ الله سيناءُ النبيِّ

الهاشميِّ ومصرع الأَوثان

أَلواحه هبطت سطورًا من دمٍ

لما تناضلَ عندَهُ الحزبان

يمشي برايةِ «أحمدٍ» حزبُ الهدى

والشرك يُزجيهِ أبو سفيانِ

فَعَلا فحيح المشركينَ كأن في

تلك الصدورِ جهنَّمَ الأضغان

والنيقُ ساهمةٌ تخبُّ هوادرًا

يحدو الحنينُ بها إلى الأَعطان

والصاهلاتُ تلوك ألجمةَ الوغى

وتشبُّ عند الكفِّ كالثعبان

يمشونَ، والرمضاءُ ترقصُ في الفلا

رقصَ السرابِ على بساطِ جمان

هزَجٌ هو الرعدُ الأجشُ، وزحفة

كالموجِ فوق نواهدِ الكثبان

قد غضَّنت أحقادهم جَبَهاتهم

فجباهُهم ودروعهم سيَّانِ

نار الضغائن قد أَطَلَّتْ من كوى

دعجِ العيون، ذكية اللهبان

فكأنما في كلِّ عين فحمةٌ

دكناءُ صابرة على النيران

تلكم قريش جمَّعت أَحلافها

واستنجدتْ، للعارِ، بالحبشان

من كل موشومٍ قليلِ تسربلٍ

رحبِ الرداء، مشمِّر الأردان

بلحى مهدَّبةِ الحواشي أُطْلِقتْ

مخضوبة السبلات بالحنَّان

وذوائب معقوصة ملتفة

مثل الأفاعي حولَ كلِّ جران

متذامرين إلى اللقاء قوافلًا

من كل ذي هلبٍ له خفان

يتنفَّشون قنافذًا مذعورة

وإِذا عدوا عُصُبًا فكالذؤبان

ونساؤهم بين الصفوف عوارمًا

بدفوفهنَّ، وزغرداتِ هجان

سقنَ الرجال إلى الضلالِ فهملجوا

ويح الرجال تقادُ بالنسوان

هدَّدنهم بتفارقٍ إن ينثنوا

فاستقتلوا وهم ذوو نَزَوان

عربٌ إِذا ما الجاهلية نفَّختْ

أوداجها كرُّوا خيولَ رهان

يتسابقون إلى حياض الموت كالأ

طيارِ نافرةً إلى الغدران

دهموا الرسول فما ألانَ جناحَهُ

للكاثرين وقامَ كالصفوان

متماسكٌ إيمانه، مستوثقٌ

وجدانه، من ربِّه الحنَّان

سر يا محمدُ لا تخف غمراتِها

فستنجلي عن قدرة الربَّان

وأمامك الميناءُ بسَّام اللمى

فاضربْ بجؤجؤها العباب القاني

«والريح» بين يديك يُرسلها الذي

يطوي الوجودَ بأمرهِ الملَوَان

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مارون عبود

avatar

مارون عبود حساب موثق

لبنان

poet-maroun-abboud@

9

قصيدة

42

متابعين

مارون بن حنا بن الخوري يوحنا عبّود،كاتب وأديب لبناني كبير وروائي ساخر، والقصاص البارع. ولد في عين كفاع من قرى جبيل ،سنة 1886م،في سنواته في المدرسة أبدى ميولا أدبية وتفوق في ...

المزيد عن مارون عبود

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة