عدد الابيات : 19

طباعة

أيها الغائصونَ في لجج الأفق

على اللؤلؤ العظيم الشان

أيَّ تاج ترصِّعون، فحتَّام

تهيمون في دجى الوجدان

تشربون الأثير في أكؤس النور

وتستعذبون صاب الأماني

تستقون الدموع من أعين البؤس

كأنَّ الدموع خمر الدنان

فتهبون ثائرين سكارى

تنذرون الوجود بالطوفان

أنتمُ كالنيرانِ، تُفني وتفنى

ثم تحيا بألف ألف لسان

يحسب «البله» أَنهم أطفئوها

وهي منهم في الكم والأردان

تحرقونَ الأنامَ للبعث والتطهير

شأن «الفينيق»١ في الأزمان

أنتم شعلة يقدِّرها السارون

بعد انطفائها بثوان

تلجون الدنيا كطيف ملمٍّ

يتوارى كقبسة العجلان

أنتم السرج زيّنت هيكل الدهر

فضاءت بصائر العميان

إن ظهرتم كالنور في الكهف ليلًا

خوَّفونا بالجنِّ والغيلان

أو عرضتم مثلَ «المذنَّب» في الأُفق

أجابوا: يوم القيامة دان

قد سلكتم «درب الصليب» وإن سرتم

على غير سكَّة الكهَّان

عيشكم كله كليلةِ يسوعَ

اكتئابًا في وحشة البستان

أو كموسى ما بين فرعون والتيهِ

يعاني من قومه ما يعاني

أو كطهَ إِذ هابَ بأس قريش

فابتلي بالرعاع والصبيان

أنتم الأنقياء من كل رجس

والطهارى من لوثة الأوثان

وإذا ما مررتمُ بوحولٍ

فَلِتَطْهِيرِهَا من الأدران

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مارون عبود

avatar

مارون عبود حساب موثق

لبنان

poet-maroun-abboud@

9

قصيدة

42

متابعين

مارون بن حنا بن الخوري يوحنا عبّود،كاتب وأديب لبناني كبير وروائي ساخر، والقصاص البارع. ولد في عين كفاع من قرى جبيل ،سنة 1886م،في سنواته في المدرسة أبدى ميولا أدبية وتفوق في ...

المزيد عن مارون عبود

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة