نَكِّروا عرشَها زَيِّنُوا بالمصابيحِ ما لاحَ من حلمٍ خبَّأته الهجيرةُ في روحِها واحتفتْ بالدخَان يُقلِّب أسرارَه وينام أوقِدُوا شجراتِ البَهاءِ وسُوقوا سحائبَ من تعبِ العُمرِ أو من بقايَا الحُطام الأخِيرِ وقمحِ السِّنينِ وأسرابِ فرحتِها العَابرة كل شيءٍ تدسُّونه في كتَابٍ وحين يحينُ الحَنينُ التَّشظِّي الدُّموعُ افتحُوا قلبَها اقرؤوا سِفْرَها قد تفيءُ إلى ما تُخلِّفُه سكراتُ الحياة على كونِها من ظِلال أو ستضحكُ من حُزنِها المَرمريِّ وتدركُ أن الذي فوق هذا الثَّرى وابلٌ من لظَى الاحتِمال أيُّ بابٍ سنطرقُ كُلُّ الطَّريق احتمَال كُلُّ ما خطَّه الرَّملُ ما ضمَّهُ المَاءُ ما شبَّ في موقدٍ لاهبٍ للسُّؤال يشتهي موتَنا حين يصحو ويُطلِقُ أرواحَنا إذ يشَاء أمِّنُوا دِيمةً تحملُ الطَّيرُ غيماتِها قد تجيءُ على ظُللٍ من بُكَاء .................................. ها أنا الآن قد جئتُ أسلمتُ للشمس ما كان لي من مفاتيح جنَّتيَ العامرَة عُزَّلٌ جُند قلبي وبي ما يفيضُ على الروح من خُضرةٍ بعد عصر البكاء ليس لي غير جُرحي وهذا سكوني الشَّفيفُ يرتِّب أغراضَ فوضايَ في عتمتي الفاخرَة قلتُ لا بأس قد تبتنِي الطَّير أعشاشَها في المنافي وقد تهدأ الرُّوح لو هاجرتْ مثلها نحو مجهولها أو هَوَت نحو عمقٍ قصيٍّ لتسمع أنَّاتِها في العَراء والذي لم نَطُل غيبَهُ يختفي تحت رملِ البرارِي ويشتاقُ للرِّيح أن تحمله يا اصطبارِي ونارِي ويا طفلةً أودعت سرَّ أوجاعها للأراجِيح ثم اختفت في قُرَى الذاكرَّة كل أوجاعنا معبرٌ كي نرى وجهَنا في المرايَا وكي نُمسك الصُّبحَ من كفِّه أو نذوق احتمالاتِ موتٍ تكرَّر من كثرة الارتباك هل نموت إذا سكنتنا التَّفاصيلُ أو شربتْ مُرَّ فرحتنا الأمكنَة هل نموت إذا زُلزِل الصَّمتُ والوقتُ فينا وغِيضَ بأعمارنا ماؤُها والرُّوَاء هل نموتُ إذا أكل الحزنُ قلبَ المساكين في موكبٍ للجياع ثم وَلَّى على بعض آثارِهم يستردُّ الفُتات أوَّلُ الموت أو سحرُ آخرِه لا يهم منهما نستردُّ الحَياة
صباح الدبي شاعرة مغربية ولدت في العام 1974م في مدينة تازة بالمغرب
حاصلة على دبلوم الدراسات المعمقة في الأدب العربي الحديث، وتعمل
أستاذة التعليم الثانوي التأهيلي مادة اللغة العربية
حاصلة على عدة جوائز ...
