عدد الابيات : 38

طباعة

عَرَتِ الخطوبُ وكيف لاتعرو

فصَبَرتَ أنتَ ودِرعُكَ الصبرُ

وصَبرتَ أنتَ وأنت ذو ثقةٍ

أن لو تشاءُ لزُحزِحَ الأمر

لانجاب عُسْرٌ من فرائسه

صِيدُ الرجال ولا رتَمى اليسر

ولَدَرَّ ضَرْعٌ رُحتَ تحلِبُه

إنْ كان أعوَزَ غيرَكَ الدَرُّ

عَرتِ الخطوب فما خَفَضْتَ لها

من جانحٍ وكذلك النَسْر

ومَضيْت تلتهبُ السما صُعُداً

لك عند غُرِّ نُجومها وَكر

وعلى جَناحَيْك ارتَمتْ كِسَراً

مثلَّ الضَّباب عواصفٌ صِرُّ

فتجاوَزَتْكَ وراح نَهبتَها

نَخْبُ الفؤادِ وخامِلٌ غَمْر

النَفْعُ رِخوٌ لِستَ صاحِبَه

وأخوكَ هذا الشامِخُ الضُر

أجررتَ والدنيا فما سَطَرتْ

الا وعندك فوقَها سَطر

ومضيتُما كلٌ بوطأته

فَرَسَيْ رهانٍ أنت والدهر

عرت الخطوب وكيف لا تعرو

وطريقُ مثلِكَ ، صامداً ، وعَر

عَدَتِ الضِّباعُ عليك عاويةً

طناً بأنك مأكلٌ جَزْر

فتذوَّقَتْك فقال قائلُها

انَ الغَضَنفَر لحمُه مُرّ

وخَلَصت حُرَّ الوَجه ذا ألَقٍ

ووجُوهُهُم مطموسةٌّ عفْر

حَسَدوكَ أنَّكَ دُسْتَ هامَهُمُ

مُتجبَّراً ولنَعْلِكَ الفَخْر

وحَقَرْتَهم فقُلوبُهْم وَغْرُ

من ضِغنةٍ وعيونُهم خُزْر

لا أمرَ عندهَمُ فهمُ هَمَلٌ

غُفْلٌ وكل حياتِهم خَمْر

وزعيمُ قومٍ كالغُراب به

صِغَرٌ وفي خُطُواتِه كِبْر

يغتَرُّ فيما لا يُشرِّفُه

جَهِلَ المُغَفَّل كيفَ يَغْتَّرّ

يغتَرُّ أنْ ألقَوا بمعدتِه

عَفْنَ الطعام فراحَ يجتَّر

بادي الغَباء تكادُ تقرؤه

بالظنِّ لا خَبرٌ ولا خُبْر

أضحى وزيراً فاغتدَى رَهِقاً

مثل الحمار يؤودُه الوِزْر

لله أنتَ مطيةٌ عَرِيَتْ

منها الشَوَى وتأكَّلَ الظَهر

ودريئةٍ يرمي الأبيَّ بها

وغدٌ ، ويُصمي البّرَةَ الفُجر

والتفَّ عن أطرافه هََمَجٌ

مثل النَّعام يسودُها الذُعر

وتحلَّبوه ففي اكُفِّهم

شَطرٌ وفي أفواهِهم شَطْر

من فاجرينَ بكل قارعةٍ

حلّوا تحدَّث عنهم العُهْر

ومُفَرِّقين مذاهباً جُمِعَت

وحَنَا عليها الآيُ والذِكر

مثل اللُّصوصِ يلُمُّ شَمْلَهُمُ

خَيْطُ الدُجى ويَحُلُّه الفجر

يا عبدَ سوء في مزاعِمِهِ

يشتطُّ حيثُ تحرَّرَ الفِكر

قبليَّةٌ والكونُ وحَدَّه

فكر وخطَّ مصيرهُ ذَرُّ ؟!

أفأنتَ كونٌ يُستَظلُّ به

أمْ أنت يا ابنَ جهالةٍ عَصْر

قل " للصحيفةِ " انتَ قائدُها

سَفَهاً وأنتَ زعيمُها الحرُّ

إني – ولي في المجد مُتَّسَعٌ

عَفٌّ عن استغلالِة برُّ

لم ادَّخر منه سوَى نَشَب

هو للبلاد وأهلها ذُخْر

غَنِيت به الأجيالُ طاعمةً

منها السمينَ ، وعَضَّني الفقر

لا أستَغِلُّ فأنتَ لي عظةٌ

فيما أتيتَ ، وأنتَ لي زجْر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد مهدي الجواهري

avatar

محمد مهدي الجواهري حساب موثق

العراق

poet-jawahiri@

216

قصيدة

2

الاقتباسات

1906

متابعين

محمد مهدي الجواهري (26 يوليو 1903 – 27 يوليو 1997): شاعر عربي عراقي، يعتبر من بين أهم شعراء العرب في العصر الحديث. تميزت قصائده بالتزام عمود الشعر التقليدي، على جمال ...

المزيد عن محمد مهدي الجواهري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة