الديوان » المغرب » محمد بنيس » فأس عن فأس نأت

ها أنتِ تُحيطين النّعشَ الحجريّ
بخُطوطٍ كُوفيّةٍ
برشاشٍ
أرصُدُهُ في حاشيةِ الزّليج
بمواويل الطّربِ الأندلسيّ
ها أنت أمامي
أوضحُ من ظُلُماتِ البحرِ على جسدي
تجتازين الضّوء القمريّ إلى أقصى الكلمات
ضاقت عنكِ الشّمسُ وضاقت عنّي العتمات
ها أنت على ألواح الفتنة تنتقلينْ
من فانيةٍ
لجلالةِ فانيةٍ
تتخطّين حزامَ الضّوءِ فلا تنذهلين
ها أنت صفاءٌ منطفئٌ
في أجراسِ الحُلْمْ
وفضاءٌ منجرحٌ
يتدحرجُ في سردابِ اليُتْمْ
ضحكٌ لأراجيحِ الشّهداء
ضحكٌ لرخامٍ ينسلّ إلى شبه سماءْ
يا ناراً تشربُها الشهواتُ السّائلةُ انجذبي نبّئني
لمجاريك اندفقي يا سيّدي البرّاح
في حوضِ لُغاتي كيفَ أُحرّر فارسي من فاس
حجرٌ يحاصرُ بعضُه بعضاً يفكّكُ رقرقاتِ طفولةٍ منقادة
نحو المساءلة الطّليقة في انسياقِ النّخلِ هل نحت الجسارة
في شُقوق الغفوةِ الأولى تزوّد من شعيلاتِ الفصاحة بذرة
الفتك السّعيدة هيّأ الكلمات للظنّ المُعبّإِ بانشطار حدائق
المعنى
سيصحبُ ماءهُ
سيفتّتُ الصّور البديعةَ لارتفاع القوس
ها هو يهتدي بشفافية الفراغ
بخطوةٍ
مطعونةٍ
بمساقط الأنفاس
في ضوء الحجارة
والثّغور القادمات مع القوافل والغُبارْ
غسقٌ لفاس
قمرٌ لنهرِ سَبو العتيق
من علّم الأيّام راحتها
سُمٌّ
تعتّق واستفاق
في ضجّة الأعضاء
يَصْعَدُ
وردةً تركتْ فراشها على حدّ السّماق
تطأُ العبارةُ حكمةً
تمحو دوائرها
فتشتعلُ الأواني بالصّراخ
فأسٌ عن فاسَ نأتْ
موّج كلماتِكَ في صحنِ العتماتْ
واغْسل أحجار الشّام
بمياه سبُو
صنعاء
نفسٌ يتدلّى من مشكاةِ المحو
وها هو ذا ابن سليمان على درجاتِ الصّفّارين
يتفرّسُ في أطياف غيابْ
صرخاتٌ
آهلةٌ
ببرودة
حُبستِها
لطخاتٌ
لطخاتٌ
وسحاب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد بنيس

avatar

محمد بنيس حساب موثق

المغرب

poet-mohammed-bennis@

37

قصيدة

70

متابعين

محمد بنيـس شاعر مغربي، من أهم شعراء الحداثة في العالم العربي. ولد سنة 1948 في مدينة فاس، حيث تابع دراسته الجامعية في كلية الآداب، ثم دراسته العليا في كلية الآداب ...

المزيد عن محمد بنيس

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة