عدد الابيات : 37

طباعة

قلبي وأعرفُهُ لا تأمَني خَطَرَهْ

قبلَ التورُّطِ بي عُدّي إلى العَشَرَة

قد لا أُحبُّ وقد أُفنيكِ عاطفةً

لكِ القرارُ، ولا تستصغري كِبَرَه

حُبّي اضطرابٌ، وأحلامي مُقامرةٌ

ومن يُغادرُني لا أقتفي أثَرَه

خافي النِّهاياتِ مهما كنتِ واثقةً

من ابنها الفأسِ تلقى حتفها الشَّجرَة

أقولُ ما قلتُ لا ثُقلاً عليكِ، ولا

زُهداً بحُبّكِ، لكن رحلتي وَعِرة

يُغري الكثيراتِ أنّي لستُ منتظراً

حُباً لأحيا ولا نصراً لأنتصِرَه

ظواهرُ العشقِ أرواحٌ مُخلَّدَةٌ

وليسَ إلا عظاماً كلُّها نَخِرَة

فإن عزمتِ، فلا تستعجلي سُحُبي

كما ترينَ ببابي ألفُ مُنتَظِرة!

تحاولينَ وما يُغريكِ من رَجُلٍ

بصدرهِ هِمَّةٌ علياءُ مُنكسِرَة

مُستضعَفٌ مُذ رُمي في غيرِ موضِعِهِ

كهمزةِ السَّطرِ إنْ جاءَت على نَبِرَة

يظلُّ مُضطرباً مستوحِشاً قلِقاً

من كلِّ شيءٍ، كما هيْ عادةُ الشُّعَرَه

ولي حُطامٌ يُسمّى العُمْر كنتُ إذا

نظرتُ فيهِ رأيتُ الرّوحَ مُحتضَرَة

ولي طموحٌ بلا حظٍّ أُقيمُ بهِ

عزاءَ حُلمٍ عليهِ حسْرتي حَسِرةِ!

ولي مِزاجٌ عراقيٌّ، على مَلَلٍ

في كلّ شبرينِ من أحلامِهِ عَثَرَة

يقولُ قرّاءُ شِعري المُنصفونَ: بَخٍ

إنَّ الخلودَ الذي أمّلتَ سوفَ تَرَه

أمّا العُداةُ، فلا أكفاءَ أعظمُهُم

نوَيقدٌ خاملٌ، أو ناظِمٌ نَكِرة

ضاقوا وما نَقَمَوا منّي سوى ذَهَبٍ

مِنَ القصائدِ والأبياتِ مُنتشِرة

ولا أضيقُ بهم، هُمْ سَقطُ ذاكرتي!

وفي النهايةِ كلٌّ آخذٌ قدَرَه

يبكي الغريبُ حنيناً إن رأى وطناً

للآخرينَ، فما يُبكيكَ أنتَ تُرَه؟

أبكي بلادي وشعباً صامداً بطلاً

ما ظلَّ شيءٌ بهذي الأرضِ ما قَهَرَهْ

وجهُ الحياةِ علينا بعدَ غُربَتنا

كوجهِ فرعونَ لمّا أُلقيَ السَّحرة!

يا ربُّ من حرَقَ الأحلامَ في يدنا

من أجلِ كُرسيِّهِ، عجِّل لهُ سَقَرَه

تدهورَ الحالُ منذُ احتلَّ عالمَنا

أبناءُ من أُمِروا أن يذبحوا بَقَرَة

وما تطيَّرتُ إلا بعدما فُقِدَت

فينا الرِّجالُ، وما من عادتي الطِّيَرَة

نم يا جُرَيج وجوهُ المومِسَاتِ بها

بعضُ الحَياء! برغم الشؤمِ والغَبَرَة

ماذا فعلنا فعُذّبنا برؤيتنا

لقومِ لوطٍ وآلِ الوحشِ والفَجَرَة؟

طغى ابنُ آدمَ مفتوناً بُقدرتِهِ

ولم يعد مُدركاً من حجمِهِ، صِغَرَه

فكيفَ ترجو من الدنيا حلاوتَهَا

إن كنتَ ذا خُلقٍ في زُمرَةٍ قَذِرة!

يا قومُ عيني لبعضِ الشَّرِ عاشقَةٌ!

وإن تلوموا، فمنهُ يولدُ البَرَرَة

قضى الحكيمُ بما نخشى، ويُصلحُنا

وإن قضى اللهُ ما للمرءِ من خِيَرَة

الحلُّ في عودةِ الإسلامِ ثانيةً

إلى الوراءِ وأن يُحيي لنا عُمَرَه!

إحساسُهُ بالذي تلقاهُ أُمّتُهُ

لاشيءَ يبقى منَ الإنسانِ إن خَسِرَه

وحُبُّهُ الأمنَ قد يُعمي بصيرَتَهُ

عن النجاةِ، كما يُعمي لهُ بَصَرَهْ

يهوّنُ البعضُ ما في العيشِ من نكدٍ

بأنّ في الصّبرِ أرضاً خصبةً خَضِرَة

وإنَّ عُمراً يسيرٌ أن ننالَ بهِ

كلَّ الحرامِ، عسيرٌ أُمّهُ عَسِرة!

ُخفي اكتئاباتيَ الكُبرى، وتُظهرُها

قصائدٌ مُرَّةٌ قتّالَةٌ ضَجِرة

إن كانَ ثمَّةَ ما يدعو إلى أملٍ

فوعدُ ربّيَ أنَّ الشّامَ مُنتَصِرة

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حذيفة العرجي

avatar

حذيفة العرجي حساب موثق

سوريا

poet-alarje@

63

قصيدة

1

الاقتباسات

448

متابعين

حذيفة العرجي شاعر سوري ولد في مدينة حمص عام 1977 وتخرج من كلية الآداب بعد حصوله على بكالوريوس أداب قسم لغة عربية وقد تميز في كتابة العديد من الكتب ...

المزيد عن حذيفة العرجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة