الديوان » سوريا » حذيفة العرجي » سيدة التعب

عدد الابيات : 20

طباعة

لماذا وقد غادرتَ لم تأخذ الذكرى

وبحَّتكَ الثملى لماذا هيَ الأُخرى؟

وعطركَ ما يُبقيهِ فيَّ؟ أم انَّهُ

سلاحكَ كي أحني لعودتكَ العُمرا

ألم تلقني بالوردِ أوّلَ أمرنا

وعمّرتَ من معسولِ قولكَ لي قصرا

فأينَ هيَ الفردوسُ؟ إنّيَ لم أجد

بهذا الهوى إلا جهنّمَكَ الحمرا!

تُخبّي بما أوتيتَ ما هو ظاهرٌ!

وأنتَ بما خلّفتَ من خيبةٍ أدرى

كأنّكَ في حربٍ، تحاولُ كسبَها

ولو بالأسى والظُلم تستعذبُ النّصرا

وهبتُكَ ما لا تستحقُّ، وليتهُ

على أسوإ الأحوالِ أمّنني الغدرا

أما قلتَ: تنجو من أكونُ حياتَها؟

كذبتَ، لقد كنتَ القيامةَ والحشرا

قريبٌ، بعيدٌ، مستحيلٌ ومُمكنٌ

وفي خُسْرِهِ، أو ربحهِ ورطةٌ كبرى

ويكذبُ بعضَ الشيءِ، لكن أُحبُّهُ!

ومن غير عُذرٍ كم خلقتُ لهُ عُذرا

وذو جَدلٍ في الأمر حينَ ألومُهُ

يُنازعني حتى يُحمّلَني الوِزرا!

إذا ما أنا أذنبتُ تبُتُ، وإن أتى

ذنوباً، بها حاصرتُهُ، فقدَ الصبرا

وأبعثُ إذ يشتاقُ قلبي جريدةً

فإن ردَّ في يومينِ إنْ… ردَّ لي سطرا

وأُعطيهِ أرضي والسماءَ تودّداً

ويحرمُني في بيدِ أضلاعهِ الشبرا

أُبادرُهُ الإحساسَ لا أبتغي سوى

تَفَهُّمَهُ حُبّي، فيقتُلُني كِبرا

ولو كانَ جهراً ما أرادَ لحُبِّنا

قبلتُ، وإن سّراً، فلا أرفضُ السرّا

له أوجهٌ بعدَ المُصابِ كشفتُها

وألطفُها في الحبِّ أعظمُها شرّا!

وكلُّ اللواتي كنَّ يعرفنَ أنّهُ

ظواهرهُ خُضرٌ، وباطنهُ صحرا

وأدرى أنا من أُمّهِ بغيومهِ

وبالذاتِ إن كانتْ لسيّدةٍ أُخرى!

لنفسي، لصبري ،للدموعِ ، عن الأسى

وعن كلِّ ما لاقيتُ في حُبِّهِ شكرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حذيفة العرجي

avatar

حذيفة العرجي حساب موثق

سوريا

poet-alarje@

63

قصيدة

1

الاقتباسات

453

متابعين

حذيفة العرجي شاعر سوري ولد في مدينة حمص عام 1977 وتخرج من كلية الآداب بعد حصوله على بكالوريوس أداب قسم لغة عربية وقد تميز في كتابة العديد من الكتب ...

المزيد عن حذيفة العرجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة