كان جدي مثلَ حاسوبٍ،
وأكثرْ…
يحفظُ الأشياءَ عن غيبٍ
فلا يحتاجُ دفترْ!
يستقي الأخبارَ مِن أوثقِ مَصدَرْ،
ثم يرويها انسيابًا
ليسَ يعثُرْ.
ينبشُ التاريخَ مِن أيامِهِ الأولى البعيدةْ،
ليسَ يقرأ
لا كتابَ ولا جريدةْ،
فهو لم يذهبْ لمدرسةٍ تعلّمْهُ القراءةْ،
وهو درويشٌ وسيمٌ، بالبساطةِ والبراءةْ…

كان جدّي
يتقنُ التفصيلَ بالقولِ الوجيزْ،
كان كلُّ الحيّ مشغوفًا بذيّاك العجوز
ضاربِ الأمثالِ، حلاّلِ الرموزْ،
لم أزل أذكرُ منهم
جارَنا عبدَالعزيزْ
كان هذا يستزيدُ الجدّ أكثر
وهو يُطري هاتفًا:
أللهُ أكبرْ!

باشتداد البردِ في كانون،
بعد وقدِ النارِ في الكانون،
كان جدّي يجمعُ الجيرانَ حولَهْ
ثم يمضي قائلاً ما شاء قولًه…
يقتفيها من أبي زَيدِ وعنترْ
عبرَ هولاكو وتاتارٍ وبَربَر…
ذات ليلٍ قال:
يا عبد العزيز،
دالتِ الأتراكُ قبل الإنجليزْ،
قُل لمن يبكي على أطلال خولَةْ
صال جنكيزخانُ صَولةْ
لم تدُمْ للظلمِ دولَةْ!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن جورج جريس فرح

avatar

جورج جريس فرح حساب موثق

فلسطين

poet-george-grace-farah@

73

قصيدة

129

متابعين

من مواليد حيفا 1939 ،كتب الشعر والخاطرة والقصة القصيرة والمقالة وكلمات الأغاني. له ترجمات في الشعر والمقالات وأدب الأطفال. أصدر مجموعته الأولى "بدء الحصاد" عام 1986، وأعيد طبعها عام 2003 ...

المزيد عن جورج جريس فرح

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة