نأيتُ فعادتني همومٌ عوائقُ

بِعَادٌ وحُمّى واشتياقٌ مُلاصق

"بدا البرق من أرض الحجاز فشاقني

وكلّ حجازيّ له البرق شائق"

فقال لي الأصحاب: شِمْ، قلتُ: إنْ يُّرى

له فوق رضوى فالرويضاتِ بارِقُ

فليس علينا أن يُرى البرق خُلَّبًا

على غيرها، واللهُ مَن شاءَ رازقُ

أَعِيني، فما بيني وبينَكِ شاهِقُ

ولا تَضْجَري، إنّ المَلولَ مُفارَقُ

وإني بسَعْيِي لِلَّذي تطلبينهُ

أُحَمِّل نفسي فوق ما أنا طائقُ

وبيْ فوق ما تَشكينه، غير أنني

أُسِرُّ وتُبدين الذي أنا خانِقُ

وما عاقَني إلا إبائي وحاجتي

وحسبُكِ مِن هذينِ للحُرِّ عائقُ

وإنَّ زمانًا أنتِ فيه لَساخِطٌ

بَنوهُ على مَن كان حُرًّا وحانِقُ

فليس ينالُ المالَ مثلي ولم يكن

لئيمًا ويَغلبْهُ على الفضل مائقُ 

فصبرًا إلى أنْ يقضيَ اللهُ أمرَهُ

ولا تُكثري لومي فإنيَ عاشقُ

وهذا بلاءٌ لا بُلِيتِ مُضاعَفٌ

على أهلِهِ ما يَعتريهم وراهِقُ