الديوان » العراق » أحمد قفطان » سهم رمى كبد الهدى فأصابا

عدد الابيات : 46

طباعة

سهم رمى كبد الهدى فأصابا

مذ قيل مهدي الخليقة غابا

نبأ به صك النعي مسامعي

فأصمها حيث النعي أهابا

فسألت عنه راجياً بتوهمي

ذاك النعي ممارياً كذابا

حتى سمعت من المعالي نوحها

لبست عليه للحداد ثيابا

أودى بمهدي الخليقة صرفه

ورمى به قلب الهدى فأصابا

غيث أطل على العباد برحمةٍ

لوليه وعلى العداة عذابا

كالعارض المدرار خف بودقه

فسرت إلى ريح الصبا انجابا

ورواق عز فوق دين محمد

وعلى رؤوس المارقين شهابا

أمسى وقد حلت عراه وقوضت

أيدي الردى عن ربعه الأطنابا

يا راحلاً عنا وخلف جذوةٍ

توري الجوانح بعده الهابا

يا بحر علم ما ولجت علومه

إلا ولجت مدى الزمان عبابا

وصدعت عن وحي عليك نزوله

لا عن هوى فيما نطقت صوابا

وكشفت عن دين النبي محمدٍ

ظلماً ولم تبق بها مرتابا

يا نور مشكاة العلوم وبدرها

يا من كشفت من الرموز صعابا

فلقد أراني الدهر فيك عجائباً

والدهر يقذف لم يزل إعجابا

ما كنت أعرف قبل ذاتك جوهراً

بهر العقول وحتير الألبابا

ما كنت أعرف قبل نعيك جملةً

أرخت على وجه البيان نقابا

ما كنت أعرف قبل رزئك حادثاً

أولى البرية وقعه استغرابا

ما كنت أحسب قبل نعشك أن أرى

الأيدي تقل على الرؤوس هضابا

ما كنت أحسب قبل قبرك مرقداً

أمسى لمصقول الغرار قرابا

جدثاً تضمن بحر علم زاخرٍ

أنى أحيط بساحليه عبابا

أم كيف ضم مكارماً ومعالماً

أربت على عدد الرمال حسابا

سطعت كأمثال النجوم فكيف قد

أرخى على أنوارهن حجابا

يوم به المهدي قوض ظاعناً

فتحت يداه إلى الحوادث باب

قد كان عزّاً للغري وأهله

يولي ويلوي نائلاً ورقابا

ذا عزمةٍ لو كان مارس بعضها

الحجر الأصم أو الحديد لذابا

وخطابة ترضي الحضور خطابةً

ومخاطبات تؤنس المحرابا

قد كان في حالين طوراً باكياً

متضرعاً أو باسماً وهابا

حتى ثنى عزماً وراح معانقاً

حوراً سررن بوصله أترابا

وأقام جعفر مفخرٍ لرياسةٍ

قد ردها بعد المشيب شبابا

كالغيث يخلفه الربيع وغيره

كالنار تعقب إذا تشب ترابا

خطبته حالية العلى وكم اغتدى

أهل النهى لجمالها خطابا

حبر كأن العلم يطلب صاحباً

فاختاره وإلى علاه آبا

قرم أتاه فضله متنقلاً

عن نور أصلاب زكت أصلابا

فله العزا عمن مضى لسبيله

في فتيةٍ منه زكوا أحسابا

وكذا الأمين أخوه والمولى الذي

هدأ الضمير به ونفساً طابا

وبأسرةٍ من آل جعفرٍ كلهم

أمسوا لمعروف الندى أربابا

يا آل جعفرٍ أنتم القوم الألى

ملكوا من الفضل المبين نصابا

ولاكم أمر الأنام إلهكم

وبنى لكم فوق السماء قبابا

لم أحصكم ذكراً ولم أحص لكم

مدحاً ولو أوسعتها إسهابا

قصر الثنا عنكم ولم أبلغ وما

قصرت لما أن قصرت خطابا

حيا الحيا بالعفو روضة جدكم

إذ قد قوت من ولده نوابا

وضرايحاً فيها ثوت من آله

أسد قد اتخذوا الصفايح غابا

صلى الإله عليهم ما أشرقت

شمس وما بدر بدا أو غابا

وإلى ضريح حله المهدي من

صوب الرضا ساق الإله سحابا

مذ عيبوه به عياناً قلت في

تأريخه المهدي صدقاً غابا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


سهم رمى كبد الهدى فأصابا مذ قيل مهدي الخليقة غابا

قالها اشاعر : أحمد قفطان في رثاء :الشيخ مهدي ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر صاحب كشف العطاء. توفي في 14 صفر سنة 1289 العالم الأديب أحد أعيان فقهاء عصره ورؤسائه من فقهاء العرب المعدودين في عصره. قال في طبقات الشيعة: كان عالما فاضلا فقهيا أصوليا مجتهدا شاعرا أديبا انتهت إليه رئاسة الطائفة الجعفرية وقام مقام آبائه أحسن قيام وكان قوي الحافظة فيما يطالعه ليلا يقرؤه نهارا في الدرس عن ظهر القلب ويهده هذا اخذ أوائل امره عن الشيخ احمد الدجيلي ثم عن والده الشيخ علي وعمه الشيخ حسن وأخيه الشيخ محمد وتصدى بعده للتدريس والتقليد وكان أوجه نظرائه واقرانه عند أئمة عصره وأعيانه مثل الشيخ مرتضى الأنصاري لمكانة أسلافه وفوض إليه تقسيم قسم من الأموال الهندية المعروفة بفلوس الهند. ومن معاصريه الشيخ راضي النجفي والشيخ محمد حسين الترك الحاج ملا علي ابن ميرزا خليل والشيخ جواد نجف وقد اشتهر امره ونشر تلاميذه الدعوة إلى تقليده في إيران والقوقاس فقلد فيها وفي أطراف العراق وحملت إليه الأموال ومن آثاره مدرستان كبيرتان إحداهما في النجف والأخرى في كربلاء تعرفان بمدرستي الشيخ مهدي بناهما من أموال حملت إليه من قره طاع. اخذ عنه جماعة من المشاهير بعده مثل الشيخ حسن المامقاني والشيخ عبد الله المازندراني والسيد إسماعيل الصدر والشيخ فضل الله النوري والشيخ جواد الرشتي والسيد محمد كاظم اليزدي وأمثالهم. له كتاب في الخيارات وآخر في البيع ورسالة لعمل المقلدين. ومن شعره ما كتبه إلى الشيخ احمد قفطان وكان وعده بشئ فتأخر: ابشر ببر وافر * يأتيك مني عجلا ان من غيري بالعطاء * فإنه مني بلا وله لما ورد عبد الباقي العمري البغدادي إلى النجف ونزل على أخيه الشيخ محمد: قل لمن ينظم القريض مجيدا * أنت عبد لعبد عبد الباقي انه أشعر الامام جميعا * في نواحي الشئام أو في العراق وكان عمه الشيخ حسن قد استجد قباء وكان رجل يسمى الشيخ عبد الحميد من خواص المترجم أراد قباء الشيخ حسن العتيق فكتب المترجم إلى عمه هذين البيتين عن لسان الشيخ عبد الحميد: عبد الحميد اتاك يرجو كسوة * ولكم كسوت سواه مولى عاريا والفرد أحوط في امتثال أوامري * فانزع قميصك لا تكن متوانيا خلف من الأولاد الشيخ صالح والشيخ امين والشيخ مولى لام والشيخ موسى من أم أخرى ورثته الشعراء بعدة مرات فمن قصيدة الشيخ جواد محيي الدين: علاء م بنو العليا تطأطئ هامها * أهل فقدت بالرغم منها امامها نعم غالها صرف المنون بفادح * عراها فأشجى شيخها وغلامها لقد هدمت كف الردى كهف عزها * وأوهت مبانيها وهدت دعامها وجذت لها الويلات عرنين مجدها * برغم معاليها وجبت سنامها ومن قصيدة الشيخ احمد قفطان: سهم رمى كبد الهدى فأصابا * مذ قيل مهدي الخليقة غابا نبا به صك النعي مسامعي * غاصمها حيث النعي اهابا مذ غيبوه به عيانا قلت في * تاريخه المهدي صدقا غابا السيد مهدي ابن السيد علي ابن السيد محمد الأمين عم المؤلف كان فاضلا كاملا بارا تقيا زاهدا عابدا قرأ في كفرة على الفقيه الشيخ محمد علي عز الدين. ومن شعره قوله مراسلا الشيخ حسن السبيتي: قد زاد شوقي وتذكاري واشجاني * لبلدة لم يطلها قصر غمدان فقد حوت معشرا قد فاق فضلهم * كل البرية من انس ومن جان هم هم لست ابغي عنهم بدلا * ولا أميل إلى صحب وخلان لا سيما حسن الأخلاق ذا الشيم الغراء * مولى سما في الفضل والشأن شهم تعلق قلبي في مودته * حتى هجرت له أهلي وأوطاني واسلم ودم يا أخا العلياء في نعم * من بارئ الخلق ماكر الجديدان فاجابه الشيخ حسن السبيتي قائلا: هي الدار ما شوقي إليها ببارح * ولا ارتضي في غيرها جر أرادني ففيها أناس طهر الله قدرهم * وبيعتهم عمت على الإنس والجان ولا سشيما المهدي ذو الفضل والحجى * ومن عجزت عن فضله الشفتان وله: يا صاحب المجد الأثيل * وخير أرباب المفاخر يا كنز أهل الفضل * والعليا ويا بدر العشائر يا من غدا ونواله * في الناس مثل البحر زاخر وغدوت مأوى للضعيف * وأنت للمظلوم ناصر الشيخ مهدي ابن الشيخ علي خاتون الصغير العاملي كان شاعرا أديبا طبيبا ذكره صاحب جواهر الحكم وقال: كان عارفا أديبا من الأتقياء الأخيار يحسن الشعر ويتعاطى الطب هو وابن عمه الشيخ محمد علي مشهوران بذلك وقد اختبرت المترجم مرارا وتكرارا فوجدت له اليد الطولى في الطب رأيته قبض على نبض امرأة في دارنا فقاتل لها أنت حامل بذكر وكانت لسبعة أيام من طهرها فكان كذلك والآن قد قارب الثمانين وفيه بقية قوة ومن شعره قوله: بميمات خمس ثم عينات أربع * وحاء ثلاث ثم فاء وجيمها أذود صروف النائبات واتقي * شواظ إذ يصطلي بجحيمها وكيف تمس النار من كان قلبه * وأحشاؤه فيها ولاء قسيمها فيا عين قري بالولاء وابشري * مواليك في الأخرى ملوك نعيمها وحق على المولى كفاية عبده * إذا كلفت عبدانه بمضيمها أ يرضيكم يا سادتي نفس عبدكم * تغلغل في اطباقها مع لئيمها ولمن يكن له حظ في الدنيا اه. ومن شعره قوله مخمسا هذين البيتين حين انشدهما ابن عمه الشيخ محمد علي بن يوسف خاتون بحضرة محمد رشدي باشا الذي قبض على علي بك ومحمد بك الأسعد فخمسهما المترجم على البديهة فقال: طوت وهاد الفلا بالوخد ضمرنا * للحكمدار الذي فيه تفاخرنا. سهم رمى كبد الهدى فأصابا : شبه الهدى بانسان أصابه في كبده سهم وهو الموت والشاعر يرثي الشيخ مهدي ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر صاحب كشف العطاء. فيقول أن الموت أصاب عالم جل الزمان أن يرسل مثله فكيف وهو لشيخ مهدي .

تم اضافة هذه المساهمة من العضو سيف الاسلام حسن البنا


نبأ به صك النعي مسامعي

نبأ :النَّبْأُ : الخبرُ به : أي من سماعي اياه

تم اضافة هذه المساهمة من العضو سيف الاسلام حسن البنا


فأصمها حيث النعي أهابا

فأصمها من الصَّمَمُ : انْسِدادُ الأُذن وثِقَلُ السمع . والمعنى أنه من هول الكلام والخبر أصم أذنه

تم اضافة هذه المساهمة من العضو سيف الاسلام حسن البنا


حيث النعي أهابا

حيث النعي أهابا : شرح بعد ابهام حيث من مسببات الصمم وعدم افهم ولعل السبب أن خبر الموت هذا العالم له هيبة أصمت الأذن أصيبت العقل بذهووول

تم اضافة هذه المساهمة من العضو سيف الاسلام حسن البنا


فسألت عنه راجياً بتوهمي

فسألت عنه راجياً بتوهمي : أي تقصيت الخبر راجيا من المولى أن يكون وهما.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو سيف الاسلام حسن البنا


ذاك النعي ممارياً كذابا

ممارياً : تمارى في الخبر ء: امترى فيه، ارتاب، شكَّ فيه وتردّد كذَبَ الشيءُ: لم يتحقَّق ما ينبىء عنه وما يُرجَى منه ممارياً كذابا : وصف الخبر بأنه مماريا كذابا لأنه كان يرجو توهم الخبر

تم اضافة هذه المساهمة من العضو سيف الاسلام حسن البنا


حتى سمعت من المعالي نوحها

حتى سمعت : أي تمسكت بكذبي حتى سمعت أمور أخرى . المعالي : جمع: مَعْلاَةٌ شرف ورفعة ومكانة سامية مَعالي الأمور: أشرفها وأنبلها. أي حتى سمعت من الأيمة والعلماء أنه مات فلم أنكر كيف وهم ينوحون .

تم اضافة هذه المساهمة من العضو سيف الاسلام حسن البنا


لبست عليه للحداد ثيابا

لبست عليه للحداد ثيابا : وقصد بالمعالي ههنا الافاق ولبست أسودا حداد عليه.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو سيف الاسلام حسن البنا


غيث أطل على العباد برحمةٍ

غيث أطل : غَيث: (اسم) الجمع : غُيُوثٌ ، و أَغْياثٌ الغَيْثُ : مطر غزير يجلب الخير ويطلق مجازًا على السَّماءِ والسَّحابِ والكلإِ وشبه الامام بالغيث على العباد : على المؤمنين

تم اضافة هذه المساهمة من العضو سيف الاسلام حسن البنا


لوليه وعلى العداة عذابا

وعلى العداة عذابا : وعلى الغير مؤمنين هو عذاب لهم لوليه : والٍ ، والي اسم فاعل من ولَى و ولِيَ والٍ :كلُّ من ولي أمرًا . مَا مِنْ وَالٍ يَلِي رَعِيَّةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لَهُمْ إلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ [حديث] والٍ : محافظ، حاكم إقليم أو منطقة. والي البلد، الوَالي: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المالك للأشياء، المتصرِّف بمشيئته فيها، المنفرد بتدبيره لها

تم اضافة هذه المساهمة من العضو سيف الاسلام حسن البنا


كالعارض المدرار خف بودقه

العَارِضُ: السِّحابُ المطلُّ وقد يأتي خيرا وسوءا مِدرار: (اسم) مَطَرٌ مِدْرَارٌ : غَزِيرٌ، كَثِيرٌ خَفَّ الْمَطَرُ : نَقَصَ بودقه الْمَطَرُ : سَقَطَ، نَزَلَ. (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) خف بودقه : مراعاة الاحتراس أن هذا العالم الذي كان كالغيث عارض أتى علمه وكان مثالا له.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو سيف الاسلام حسن البنا


فسرت إلى ريح الصبا انجابا

ريحُ الصَّبا: ريح لطيفة تأتي من المشرق.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو سيف الاسلام حسن البنا


ورواق عز فوق دين محمد

رَوق: (اسم) الجمع : أرْواق الرَّوْقُ من كلِّ شيء: مُقدَّمُهُ وأوَّلُهُ أي أنه كان مقداما شجاعا وسيدا للمؤمنين

تم اضافة هذه المساهمة من العضو سيف الاسلام حسن البنا


وعلى رؤوس المارقين شهابا

وعلى رؤوس : كناية على القتال بالسيف والحكمة المارقين : مرَق الشَّخصُ من الدِّين: خرج منه ببدعة أو ضلالة، أنكره، جحد به شهابا :الشِّهابُ : الشُّعْلَة السَّاطعة من النارِ. وفي التنزيل العزيز: النمل آية 7 ( أوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ) ) . و الشِّهابُ النَّجْمُ المُضِيءُ اللامع. و الشِّهابُ جِرْمٌ سماويٌّ يسْبَحُ في الفضاء، فإذا دخل في جوّ الأرض اشتعل، وصَار رمادًا . وفي التنزيل العزيز: الصافات آية 10(فَأتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ) ) .

تم اضافة هذه المساهمة من العضو سيف الاسلام حسن البنا


معلومات عن أحمد قفطان

avatar

أحمد قفطان

العراق

poet-Ahmad-Qaftan@

34

قصيدة

8

متابعين

عالم مسلم شيعي، لغوي، وشاعر عربي عراقي، من أعلام القرن الثالث عشر الهجري/التاسع عشر الميلادي. وُلد في النجف وتوفي فيها، واشتهر بذكائه الفائق وقوة حفظه رغم كونه أصمًّا. كان يُدرك ...

المزيد عن أحمد قفطان

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة