لا تسير إلاّ نحوي
…………….
ها قد حلَّ الغروبُ والشّوقُ يذُكّرني بِها
فإن كانَ الشروقُ يبزغُ مِن عينيها
لماذا إذًا كُلّما يشدو الطيرَ بِاسمها
يميلُ الغصن طربًا لممشاها….
عاداتها قبليةٍ وذهنيتها رجعيةٍ….
فكيف يحلوُ لدوحِ الكرمِ نعيقُ غرابها؟!
فإن كانت ملهمتي ومفتونة بكتاباتي
فلماذا عَلَيَّ الدخولَ إلى معبد أحزانها؟
هل لكي الملم فوضتها أم شتاتها أم أروي ظمأها؟!
هل لتجريّ ورائي
والتقط خُطى أنفاسها
نفسًا ….نفسًا
فاتنفسها واستنشق عطر دخانها
وكأنّني لستُ المخنوق بِها ومنها!.
أو ذاكَ الذي فاضت كأسه مِن مدامعها!
آهٍ كم يعزُّ عليَّ القولُ لها
أنا العاصي عليكِ:
فما ذلكَ السرُّ بيني وبينها
إذ أني كُلّما أطلقُها في حالِ سبيلها
أجدها تسيرُ نحوي لا نحوها!.
الأب يوسف جزراوي
أمريكا
44
قصيدة