الديوان » الأب يوسف جزراوي » حين عادت لهُ

حينَ اعادها الشوق لشواطئه 
 
ذات مرّة هاتفتهُ بعد طولِ غيابٍ 
حيث أبحر بها الاشتياق إليه والحنين يعتصرها....
فسألها منذ أوّلِ نبرة: 
مَا بكِ يا صديقة الرّوح ونبضها 
أجابت: متى ألقاكَ؟.
يا ترى أ أراكَ  ثانية يا من هويته على الفطرةِ
وهل ستعود وستمر بي يومًا؟
فيا حسرتي على لقياكَ
ويال دهائكَ، أهكذا لقائي بكَ غدى بعيد المنال؟
هلمَ وتعال إليّ ، علّكَ لا تتيه مني وتمضي  إليّ هذه المرة….
عضّ أصبعه وردَّ: آهٍ منكَ يا من تركتي بعضكِ عندي…
 فكُلّما أفاوض نفسي واستفتي قلبي 
أراني اسرقني مني إليكِ مستدينا وقتًا لكِ
 وكلما شرعتُ لكِ باب العقلِ لكي تتربعين على عرشِ قلبي ...
أجدني مظلوم وأنتِ ظالمتي 
بسوءِ ظنكِ، غيرتكَ، وسرعة انفعالكِ رغم طيبة قلبكِ….
صمتت لوهلة تطلعت في عينيهِ
فكان في عينيها  مجرى كلام كثير …
 نطقت هامسة:
لأتّكَ معصيتي يا توأم الرّوح  وجدتني أدمنتُ معصيتكَ….
وحدكَ لكَ سطوة على سطوتي….
عندما التقاها في ليلةٍ مقمرة قالت:
اوصيكَ بي حبًا وخيرًا…
تطلع في عينيها وابتسم في محياها ومن ثم أخذها بِالحضنِ …
نعم؛ ضمها إليه بحنوٍ؛ بل شدها إلى صدره….
قبلتهُ بعد ان قبلها من جبينها وقالت: 
يالكَ مِن إنسان
أرى وجهه على وسادتي 
وفي مذاق القهوة ورشفت الفنجان…
وبعد ان رشف قهوةً من عمل يديها...
غفت على صدره كقاربٍ متعب وصلَ للتو إلى مرفأه…
فحالما تطلعت به تغفو مثلما ينام الورد على الضفاف...
مضت الأيام وكنتُ شاهدًا على زواجهما...

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأب يوسف جزراوي

الأب يوسف جزراوي

44

قصيدة

كاهن وباحث/شاعر وأديب عراقي مغترب له العديد من المؤلفات في الشأن الكنسي والأدبي وتاريخ العراق

المزيد عن الأب يوسف جزراوي

أضف شرح او معلومة