يا نورَ روحي ويا أنسي ومفتخري

يا بسمةَ الفجرِ بل يا راحةَ النظرِ

قد زانَ وجهُك آفاقي فأشرقَ لي

في روضةِ العيشِ ما أبهى من الزهرِ

لا تهجرنَّ فؤادًا قد نذرتُ له

وعدَ الوفاءِ بلا تزييفِ مُعتذِرِ

ما كانَ للعهدِ أن يمضي بلا أثرٍ

إذ يستقيمُ على الميثاقِ مُعتبِرِ

في ليلةٍ جادَت الأقدارُ موعدَها

فما تردَّدتُ في حكمٍ منَ القدرِ

فلا تُعكِّرْ صفاءَ الودِّ في ثقةٍ

ولا تُروِّعْ بأوهامٍ بلا خَبَرِ

مالي وسمعٍ لما قيلَ من حسدٍ

ولا أُقيمُ لقولِ العاذلينَ منْ عذرِ

إنَّ الفؤادَ إذا صانَ الهوى شرفًا

لم يَخشَ في العشقِ عُذّالًا ولا ضررِ

لا ليلَ أحلى منَ الأيامِ مُشرقةً

بالعزمِ تمضي إلى الآمالِ والظَّفرِ

ولا مديحَ سوى في حاملٍ شرفًا

محمدُ المجدِ والتاريخُ في سِيَرِ

بدرٌ لمن نظَروا، بحرٌ لمن غرقوا

سيفٌ لمن صَدَقوا في العزمِ والظَّفرِ

كم فارسٍ قد رأى في حُكمِهِ عدلًا

وكم ضعيفٍ رآهُ الدهرَ في سترِ

قد أدركَ الفضلَ مذ كانَت صِباهُ لنا

حتى تجلّى به الأبطالُ في الكِبرِ

في راحتيهِ لظى الهيجاءِ مُنتَظِرٌ

قد جابهَ الخَطْبَ لا يَخشى ولا يَفرِي

يا خيرَ مَن حكموا، يا عزَّ مَن فَخَروا

بالعزمِ مُكتَسِبٍ مجدًا مدى العُصُرِ

لا شيءَ يُثنيكَ إنْ صالَت عزائمُهُ

ولا تُضامُ إذا ناديتَ بالنُّصُرِ