الديوان » نوح علي ذعوان » مناجاة الكريم

عدد الابيات : 19

طباعة

ما زارني البدرُ إلا أشرقَ الأملُ

كأنني في ربيعِ الحُسنِ أنتقلُ

أهيمُ في ظلِّ أحلامي وأحسَبُني

بينَ النجومِ، فلا همٌّ ولا وجَلُ

كم بتُّ أذكرُ أيامي التي رحلتْ

وكيفَ كان لنا في الوصلِ مُقتبلُ

يا ساكني القلبِ، ما زالتْ مراكبُكمْ

تمضي، وأشواقيَ العطشى بها تَصِلُ

هل تُرجعُ الريحُ أنفاسي إلى وطني؟

أم أنّ دربَ المنى بالشوقِ يشتعلُ؟

كم طافَ طيفُكُمُ في كلِّ زاويةٍ

وكيف أنساهُ والقلبُ الذي حملوا؟

ما كنتُ أعرفُ للأحزانِ منزلةً

حتى ابتعدتُمْ، فماذا ينفعُ الغزلُ؟

يا سائلاً عن فؤادي وهو في لهَبٍ،

إن الهوى حُكَمٌه في العشقِ لا خَلَلُ

لو كان للعقلِ في أشجانهِ حَكَمٌ

ما كان يُشقيهِ طيفٌ لاحَ وارتحلُ

لكنني مُغرَمٌ بالحسنِ مُتقدٌ

لا يعرفُ الوجدَ في دنياهُ مُشتغلُ

يا ليتَ دهراً يُعيدُ الوصلَ يجمعُنا

فما لجفوتِكمُ في العمرِ مُحتملُ

يا أيّها الملكُ الميمونُ طائرهُ

في ظلِّ عَدلِك لا ظلمٌ ولا خَللُ

أنتَ الذي للمجدُ في أعتابِهِ وقفَتْ

شُمُّ المعالي، فلا ميلٌ ولا زَلَلُ

كلُّ الصفاتِ تجلّتْ في مكارمِكمْ

كأنكمْ وحدَكمْ للفضلِ مُعتدلُ

إن جُدتَ، فالماءُ يَروي كلَّ صاديةٍ

وإن سَخَوتَ، فلا عدٌّ ولا مَلَلُ

يا حاملَ المجدِ، هل لي فيك منزلةٌ؟

قد مسّني الحزنُ، لا زادٌ ولا أملُ

يا غيثَ كفٍّ بها الآمالُ منبعِثٌ،

أجُودُ مدحي، وعفوُ الحلمِ مُتّصلُ

إني نظمتُ قوافي المجدِ ممتدحًا،

وفي مديحِكَ لا نقصٌ ولاخَلَلُ

يبقَى الكريمَ الذي يُرجى ويُفتخَرُ،

فأنتَ للمكرماتِ العَزُّ والمُثُلُ!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

47

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة