عندما كنتُ نائمًا أحلم
وجدتُ نفسي في مكانٍ غريب،
نظرتُ حولي لأعرف أين أنا،
ثم رأيتُ في البعيد
حبيبتي، مقيدةً بالسلاسل،
يأخذها رجالٌ ملثمون
إلى مكانٍ تخرج منه صرخاتُ الألم
في عذابٍ كبير.
ركضتُ مسرعًا لأنقذها
من العذاب الذي ينتظرها،
أوقفني صوتٌ يصرخ من السماء:
"توقّف، لا تذهب إلى هناك"
قلتُ له: "هذه حبيبتي، وأريد أن أساعدها!"
ردّ الصوت قائلاً: "لا يمكنك فعل ذلك."
قلتُ له باكيًا:
"أنا أحبها كثيرًا، لا يمكنني أن أتركها في العذاب،
أريد أن أنقذها، أرجوك، دعني أفعل ذلك."
ردّ الصوت بغضب:
"قلتُ لك لا يمكنك أن تفعل ذلك،
مكانها هناك، ومكانك هنا"
قلتُ له:
"خذني إلى هناك،
أريد أن أكون معها، حتى لو في العذاب،
أنا أحبها كثيرًا،
الجحيم معها جنةٌ لي"
قال الصوت بغضب:
"لا يمكن ذلك "
قلتُ له باكيًا متوسلاً:
"أنا أحبها، والحبّ تضحية،
أطلق سراحها،
وعذّبني بدلاً منها "
ردّ الصوت ساخرًا غاضبًا:
"يا لك من عاشقٍ أحمقٍ متهوّر،
أتريد التضحية من أجلها؟
وماذا عن التضحية من أجلي؟
أتريد أن تعصاني لأجلها؟
كما فعلتَ سابقًا،
وغادرتَ الفردوس إلى حياة العذاب من أجلها؟
ماذا عن طاعتك لي؟
ماذا عن عودتك إلى الفردوس،
بعيدًا عن العذاب الأبدي؟
أنا ما زلت أمنحك الفرصة،
في رحمةٍ مني لك،
تذكّر هذا دائمًا، ولا تنساه أبدًا "
ثم استيقظتُ في عالمي
من المعاناة المستمرّة،
مثل امتحاناتٍ تتكرّر
من حياةٍ إلى أخرى،
تحدّد مصيرنا الأبدي،
في الفردوس أو في الجحيم.