إذا لامس النور همس الغديروأشرق في الأفق نجم منير
وسافر لحن الرُبى في الدجىيداعب أوتار قلبي الكسير
ورقّت ملامح وجه الربيعتوشّح بالعشب غصن خَضير
هناك على السفح غصن رطيبكأنّ النسيم به مستجير
وقفتُ أراقبُ سحرَ الحقولِ وأصغي لِهمسِ السنابلِ تمور
أطارد حلمي بوجد الفؤادوألمح طيفك خلف الأثير
إلى أنْ ، يغيبُ بدر المساءويفْتَحَ للصُّبْحِ بابَ العبور
فينبضُ قلبي بحلمٍ وليدٍ ويظهر في مُقْلتيَّ السرور
وأمضي أُبعثرُ بين الغيومِ نداءً شجيًّا كصوت الطيور
فتسمع روحي صدى ذكرياتيكأنّ الدجى همسها المستدير
وأرنو إلى الأفق ملء العيونكأني أطارد برقا يسير!
وأحلم أن اللقاء قريب فيهتف قلبي بغير خفير
لنحيا معًا في ربيعِ الحياةِ وننسى همومَ الزمانِ المرير
وأرسم وجهك فوق المياهوأغرس شوقي بِظلٍ قَمَيّر
وأسأل نجماً متى نلتقي؟فيومُ لُقانا ربيعٌ نضير
وهبّت نسائم صوت الرياح على الزرع تشدو بها كالطيور
وتشرق أرواحنا في الضياء كما يشرق الصبح حال السفور
54
قصيدة