بكيتُ لوجهِكِ المخفيّ في قهر على الصخر لأنكِ يا يمنا اليومَ تحتَ سهامِ محتقِرِ تمادى الجوعُ في أبنائكِ الخُضرِ المعالي وصارَ الخبزُ للأقوى وللسفاحِ بالبصرِ تمزّقتِ الديارُ، ولا رجاءَ لِمن يُداويكِ وخانَ السيفُ ما عادتْ لهُ راياتُ منتصِرِ أرى الأصواتَ تخنُقها المتاريسُ الحديديّة ولا نبضٌ، ولا وهجٌ، ولا عزفٌ على الوتَرِ ومنْ يُفتي بسَحقِ الحُلمِ باسمِ اللهِ والفتوى يدوسُ الحقَّ في نَفَسٍ، ويعلو باسمِ مُقتدرِ تجارُ الحربِ يقتسِمونَ أرزاقَ الفقيرِ بها كأنّ الشّعبَ مقتَنةٌ تُباعُ بسوقِ مُنتهري وراهنّا على الأمسِ الذي سُلبَتْ معانيهُ فعدنا مثلما كنّا... رهائنَ قبلَ أن ندري تُباعُ الأرضُ للأغرابِ في سُوقِ الفداءِ كما يباعُ الوهم في الشفتينِ للظمآنِ في القفَرِ أريدُ الصدقَ... أشتاقُ الصراحةَ في مجالي أما سئمتْ دُروبُ الكذبِ من وجعي ومن قدري؟ أأنسى أنّنا كنّا؟ وأنّ العزَّ منزلنا؟ وأنّ البحرَ يهمسُ باسمنا في الريحِ والقطَرِ؟ وأنّا في الخُطى كُنا ملوكًا، حينما الدنيا تخافُ من انطلاقتنا، وتخشى بأسَ مُنتصرِ فكيفَ نصيرُ أشلاءً؟ وكيفَ نسيرُ في غربٍ وفي وجدانِنا قيدٌ، وفي أعماقِنا كَسْر؟ سيأتي فجرُنا يومًا، وإن طالَت ليالينا ويُبعثُ من رمادِ الهمِّ في أرواحنا البَدرِ وإن جاروا، سنُشعلُها… سنكتبُ للعُلا سفرا ويعلمُ من غدوا في الظلمِ: أنّا شعلةُ الفجرِ