مقدمة

 

إهداء إلى أرض المجد: اليمن

.....

 

يا أرض المجدِ والتاريخِ والعراقة،

يا موطن السبئيين والأقيال،

يا يمن الحكمةِ والإيمان...

فيكِ تفتحت زهور البطولة،

ومن سهولك وجبالك شق المجد طريقه،

فكنتِ — ولا تزالين — منبع الفخر وعنوان العزة

 

ألا يا صاحِ قد شادَ الفخارُ

وعانقَ في المعالي من يُريدا

 

سمونا فوق هامِ المجدِ حتى

حسبنا النجمَ مغموراً بعيدا

 

ركبنا العزَّ أركانًا شدادًا

وغصنا في الخطوبِ بلا حدودا

 

مضينا للعُلى سيفًا صليلًا

وجرحُ الدهرِ منا لا يَبيدا

 

نُنازلُ من بغى ويذوبُ خوفًا

ويُلقي رأسَهُ خوفًا طريدا

 

إذا ما قال قائلُنا انتفضنا

كأُسْدٍ قد رأتْ خصماً عنيدا

 

ولا نرضى الهوانَ لنا طريقًا

ولا نمضي إلى الذُّلِّ عبيدا

 

بَنينا بالمكارمِ مجدَ قومٍ

وجعلنا الدهرَ شاهدنا شهيدا

 

نُعانقُ كل مجدٍ في اعتلاءٍ

ونعتبر المكارم كالوعودا

 

فمن رامَ الفخارَ ولم يُجاهد

تراه عن معاليه وحيدا

 

ونحنُ الفخرُ منبتهُ أصيلٌ

نجودُ لمن رأى الجودا رصيدا

 

إذا ما اشتدّ خطبُ الدهرِ يومًا

وجدنا الصبرَ فينا كالحديدا

 

عُروقُ المجدِ قد سُقِيَتْ دماءً

فأثمرَ مجدُنا غرسًا مديدا

 

فمن نحنُ؟ نحنُ سُلالةُ عزٍّ

كتبنا المجدَ ماضينا عتيدا

 

يـمـانـيّ الهـوى عـزًّا وفخـرًا

سقـيـنـا الأرضَ من دمنا شهيدا

 

وفي قلـبِ الزمـانِ لنا منـارٌ

يضيءُ المجدَ إن غابَ الرشيدا