مهاة بسيف تقضي فتظلمُ

وقامتها الهيفاء بالعدل تحكمُ

سلوها عن القلب الكسير بحبها

أيحسن منها كسره وهو مغرم

وهل جائزٌ ان تمنح الغير رحمةً

ومن هو مشتاق لها ليس يرحم

تكلفني ان احملَ العذل طائعاً

وان كان موضوعاً به الظن يرجم

وقد علمت أني تجنبت عذلي

وما صدني عنها التقول منهم

على جهلهم ظنوا بأني سلوتها

وما علموا ان السلو محرم

فكيف واني لا أرى لي بدونها

وجوداً ولا عقلاً كما هي تعلم

وحق محياها البديع جماله

وثغر هو الدر الفريد المنظم

لما أنا يوماً عن هواها براجع

ولو صب في قلبي من العذل علقم

أراقب نجم الصج من حيث أنه

يشاكل قرطيها كأني منجم

فكم آنستني بالدلال على الرضا

وباحت بسركان يخفى ويكتم

وفي خلوة الانس التي سمحت بها

أرتني سروراً ما رآه متيم

ورنت حلاها حينما اهتز قدها

برقص كطير فوق غصن يرنم

ولم أنس إذ حلفتها بحياتها

على ترك هجري فانثنت وهي تبسم

وقالت سألت القلب عنك فقال لي

دعيه فان الهجر أولى وأسلم

فقلت سلي من كان مختبر الهوى

فتدري بان الوصل أمرٌ محتم

كما ان حسن المدح حق وواجبٌ

لشاهين باشا من له السعد يخدم

وزيرٌ كريم الأصل والفعل دائماً

تراه بشوش الوجه لا يتجهم

بطلعته بشرٌ يبشر وفده

ويحظى بما يرجوه منه ويغنم

له شيمٌ منها تشام إذا بدت

علائمُ اقبال لمن يتوسم

رفيع مقام يحسد النجم قدره

ويحصل منه للزمان التقدم

بدا منه للايام شهمٌ فوادهُ

من المجد بالمعنى المراد مجسم

مكارمه عم الخلائق نفعها

وأخبارها بالحمد فذٌّ وتوأم

ترد به العلياء وجه مسيئها

ونعم لها منه الحسام المخذم

ولا عيب فيه غيران لذاته

مقاماً به برد السيادة معلم

فيا سائلي عن وصفه أنني به

خبير ولكني عن الحصر أحجم

فآصف بالتدبير للملك دونه

ومن احنف المشهور بالحلم أحلم

فشكراً لمن ولاه في مصر منصباً

يعز على من يبتغيه ويعظم

تقلده لكن بحق وان من

تخيره كفوأً له ليس يندم

له الراية البيضاء في كل موطن

وفي ظلها شخص العلا يتخيم

فطين له في حلبة الفضل شهرة

وصدرٌ من الايمان والعدل منعم

وفطنته تبدي متى شأ حكمةً

لها أثر في جبهة الدهر يرسم

ففي مصره قد أنشأ الخير والهنا

وفي عصره للناس عيد موسم

يدوم على الاحسان بالسر والجفا

وان لسان الحال عنه يترجم

ويشبهه الغيث العهاد بجوده

على أنهُ منه اجل واكرم

إذا ظهرت من كفه آية الندى

فإن جيوش العسر بالحال تهزم

يزيد به حباً معاشر غيره

إذا ما رآه وهو يعطي وينعم

فيبني له قصراً من الحمد والثنا

مشيداً على طول المدى ليس يهدم

تمر عليه الحادثات وتنثني

على حسن حال وهو كالطود محم

يميناً واني في يقينٍ بأنه

فريد ولا ثانٍ له يتوهم

يتمم ما ينويه ان كان نافعاً

وإلا فلا يمضي عليه ويختم