أُغني لوجدكِ أنغامي العذاباتِ

تمدّني بالشذى في كلّ لحظاتِ

يا منبعَ الضوءِ في روحي وفي ذاتي

ويا خلاصَ الخطايا من  ملذاتي

يا كعبةَ الحسنِ والأشواقُ خاشعةٌ

تطوف حولكِ من دونِ التفاتاتِ

في نغمةِ الحرفِ صرتِ اللحنَ مُلهمتي

وصرْتِ مفتاحَ أبوابِ العتيقاتِ

كأنّك الفجرُ لا يأتي سوى أملً

ويمسحُ العتمَ عن وجهي بنفحاتِ

ما كان قلبي سوى روح ممزّقةٍ

حتى غدوتِ له أفق المسافاتِ

أتيتِ والوقتُ منصهرٌ من القلقِ

فأزهرتْ بكِ أيّامي العجافاتِ

أراكِ أنثى من الألفاظِ مُبدعةً

تسري على الورقِ المنثورِ نبضاتِ

لي في هواكِ يقينُ العاشقينَ وما

في القلبِ أتّساعٌ للمسراتِ

أهيمُ فيكِ كأنّك كنتُ أغنيةً

تاهتْ فصارتْ صدى كلِّ النهاياتِ

يا جُنّةَ الشعر، هل في الحسنِ ثانيةٌ

تُغنين بها عن كلّ البديلاتِ؟

دعيني أرسم الآهاتِ من ولهي

في صورةٍ ليس فيها غيرُ أبياتي

أنفقتُ من زمني ما قد يساوي دمي

فجئتِ تعطينني عبيرَ الأمنياتِ

من أيّ سحرٍ صنعتِ الصوتَ؟ أخبرني

أهْوَى النَّشيدِ يُداوي كلّ آهاتي؟

ما عاد لي بعدَ هذا البوحِ من لغَةٍ

فأنتِ آخرُ حرفٍ في كتاباتي