ترنَّم الحرف في صمتِ المساءاتِ

وهاج قلبي بأنّاتٍ وآهاتِ 

أبثُّ شوقي لأطيافٍ تؤرّقني

كأنّني في خيال الشوق مرآتي 

يمضي بي العمر ما بين التياعِ دُمىً

وذكرياتٍ كسَتْ أحلام مأساتي 

أغفو على صوت موجٍ قد تمزّقَ من

أنفاس وجد ومن وجع النّهاياتِ 

يا مَن كتبتُ على كفِّ الزمان له

كلّ التراتيل من شوقي وآناتي 

هذي الدروب التي كنّا نمرُّ بها

أضحت سرابا  وأمست في متاهاتِ 

أين الرفاق؟ وأين الحلم في زمنٍ

يمضي ويتركنا أسرى حكاياتِ؟ 

تساؤل الروح في صمت الليالي: متى

يعود طيفُ الهنا، يمحو جراحاتي؟ 

يا وجدة القلب، يا أنشودة انطفأت

في مقلتي، وتوارت في صباباتي 

كم ظلّ صوتُكِ في أرجاء ذاكرتي

كأنّه النور في  فلك المداراتِ 

وكم رجوتُكِ أن تبقي، فآهِ على

ما فاتني من رؤىً، مثل البقياتِ 

يا زهرةً في خيال العمر عابرةً

سَقَتْ صدايَ بفيضٍ من ندى الذّاتِ 

يا ضحكةً في خريف الحزن، كم سَرَقت

منّي الأسى، ثم عادت بالبكاءأتِ 

ويا سكون الليالي، كم أؤرّقه

بدمع وجد ونبض في سكوناتِ 

ماذا بقي غير أشلاء مبعثرة

وبعض ذكرى، وأحزان مراراتِ؟ 

وإن سكتُّ، ففي الأعماق عاصفةٌ

وفي جراح الهوى تنمو نداءاتي 

تبكي الربى من حنيني كلّما عبرت

روحي عليها بسهو و التفاتاتِ 

هل يُرجع الدهر يوما كنت أذكُرُه

ففيه أزهرَ قلبي بالبشاراتِ؟ 

لكنَّ إذا  كان، لا يرجو الرجوع لنا

ولا يبلُّ الندى في الكأسِ راحاتي 

فودّعي العمر يا أيام نشوتنا

فكلُّ ما بنيناه تاهَ في لحظاتِ