كفكفي دمعكِ واركبي إليهِ موجَ بحركِ عامٌ ونيّفٌ مرّا على بعدهِ عنكِ دونَ أن يكترثَ لِشأنكِ؟! أدري، أنَّ شيْئًا مَا يُغريكِ للمُضيِّ إليَّه... ولكنّهُ ليسَ بورخيس ولا المُتنبي أو جبرانًا ولا الجواهري وليسَ مانديلا أو جيفارا أو المسيح أو حتّى ميسي... بل كانَ رحّالاً في دَرب جُلجُلتكِ؟! لعلكِ لا تدرينَ أنّهُ المُشتعلُ فيكِ وإن كان المستغني عنكِ فشعرُ جسدهِ بل جلده يَقشَّعرُّ لكِ كُلّما مرّ عليهِ ذكركِ أو استرجع ضحكتكِ.. مشيتَكِ... وكأنَّ قلبَهُ مِن ذي قبلٍ مَا خفقَ لِغيركِ! ففيمَ تُوقدينَ الآن شموعكِ أ لتخفّفي شجونَ رحيلهُ عنكِ؟! أم لِتتيقّني أنّهُ بينَ الضلوعِ أسكنكِ؟ فإن كانَ صوتُ قلمِه لمْ يعدْ يصدحُ لكِ أو ينطقُ باسمكِ غيرَ أنّهُ لا يزالُ كالمسكِ يعبقُ بعطركِ! .... أدري أنّهُ غدا العمرَ بأكملهِ لكِ وهو لم يقل : مُباركةٌ أنتِ لسواكِ ولكن صدّقيني كُلُّ هذا الهَمِّ يَومًا سينجلي عنهُ وعنكِ... إذ أعلمُ كما يعلم ربّي أنّهُ كُلما نادى الّليل باسمكِ تستيقظُ الورودُ لتصطبح العصافير بوجهكِ! فعلامَ تطرقينَ البابَ الآنَ ألا تعلمينَ أنّهُ مضى في أثرِكِ! حسنًا خذي المفتاح ... افتحي وادخلي وفتّشي ... عمّن مضى نحوكِ ومَا وصل إليكِ! ففي سماء الدّارِ كم مِن نجمةٍ انطفأت بسببكِ ولكن من ذا يقوى على إطفاء نجومكِ! أمّا قمرهُ فمهدٌ تغفو فيه أحلامكِ وكأنّهُ منذ فتّح عينيه وقلبهُ منذُورٌ لِحُبّكِ... ودعيني مِنَ الشِّعرِ بيتًا أزيديكِ: ذاتَ يومٍ قلتُ لهُ ببعادكِ: قُل للّتي ترنو إليكَ انتظريّ وتَحمَّلي.. فلا بُدّ لِنارِ البعد بينكما من أن تنطفيء. فلا تقنطي، حتمًا سيعاودُ غزلَ الفرح بِمغزلكِ وسيرسلُ النّورس ليمضي مع الّليلِ عندكِ فهو في كُلِّ مرّةٍ يتركُ لكِ قسمًا بالعودةِ فهل سيفي بقسمهِ هذه المرّة إليكِ؟!