الديوان » الأب يوسف جزراوي » جمالُ الورد وعطره لا يبرران قطفه

أنَا يَا دجلةُ فراتُ ضفتيكِ فِفيمَ هذا الشقاء / أوَلسنا بِخُزامى ورودكِ أولى/ وأنّ ليلَ قمرِنا بدأ عنكِ يتناءى، لِكنَّ أيادينا فيكِ لا تلوى!/آهٍ..لو تعلمين كَمْ مرعى لأجلكِ غدا مأوى/ وكم مِن دوحةٍ في الرّوحِ لبلابلِكِ ستبقى/ محاولاتُنا مِنكِ خجلى/ ولكن مَا باليد حيلة/ يوسفٌ أنَا وبئر الماء فيكِ نأى ومَا عاد لي مسقى/ أرفعُ هامتي لأبصر شمسَكِ سلوى/ عسى يكونُ فيها الجدوى/ عاينتُها تُشعشعُ ولكن مَا النفعََ/ لقد أنهكها الطّوفُ وأشعتها تتهاوى/ بي نارٌ كثيرةٌ/ لعلَّ بعضها بكِ ينطفىُ/ أو كالذهبِ بِكِ أتنقى.\ النّدى في الحقولِ يومضُ مِن أعينِ الدُجى/ وفي سكونِ الخُطى صغارُ العصافير تتلظى/لا تبرحُ العُشَ حتّى ينجلي النّهار ويتهاوى/فهُناكَ الأهازيجُ والهازجونَ يصدحونَ/ وأفواهٌ تزعقُ للسّماءِ بِلا صدًى/تُطالبُ بِلقمتها مِن فمِ المنفى/ بصوتٍ عالي الذُّرى/ في صباحٍ غائمٍ مطيرٍ على حياءٍ تَمَشَّى/هامَ على سجيّتهِ تحت المطرِ وَلِربّهِ ترانيم أشدى/ وإذا فحيحُ الهواءِ في أخضرَ المراعيَّ لهُ تغنّى/حقولٌ مناجلُ الحصادِ فيها سُكنى/فمدَّ كفّه إلى وترٍّ فوق كمانهِ ومسّدَ أوتارًا تتدلّى/ يعزفُ لعصافيرٍ مِنْ أعشاشِها تتعرى/ صوتُ زغاريدها علا نشيدَ سلامٍ/ وبالصداحِ راحت تتمادى/ هُنا الطّريقُ ودربكِ مِن هُنا إلى المعبرِ أهدى/ فهو هُناكَ إن أتى!/ أهي صلاتُكِ تتوسلُ الأقفال ولا تفتح كُلّما عنِكِ أختفى/ أم يدُ الغيابُ على مقابض أبوابهِ رابضة كصمغِ اللَّثَى/ فهو أن أبَى عن رؤيتكِ مَا اعْتَشَى/فللسّلامِ لغةٌ لا تتفيّأ/ فهل أبجديتُكِ لها تَهَجَّى؟!. تلا نشيد أناشيده لكِ سلوى، لعلّ شراعه في مينائكِ يُهتدى، لأعزّ صديقٍ روى، كيف نخلَ عزة النَّفس دقيقًا لكِ نجوى/ خبزّها في روحهِ عُجلى، وصيةٌ منهُ لكِ كبرى، جمالُ الوردِ أو عطره لا يُبرر قطفه مِنَ الثّرى.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأب يوسف جزراوي

الأب يوسف جزراوي

84

قصيدة

كاهن وباحث/شاعر وأديب عراقي مغترب له العديد من المؤلفات في الشأن الكنسي والأدبي وتاريخ العراق

المزيد عن الأب يوسف جزراوي

أضف شرح او معلومة