✧✦✧
سارةُ…
يا من سكنتِ القلبَ
كأنكِ النور في صمتِ الدجى غفى
هويتُكِ، لا وجاهةَ في الهوى
ولا معي إلا الجراحُ، ولا معي إلا الأسى
يا قمريَ المكسورَ في أحداقي
يا وجعي الممتدّ من أعماقي
غابت ملامحُكِ القديمةُ
حين ودّعتِ الزمانْ
ورحلتِ عنّي
واستوى في القلب
نصلٌ من هوانْ
وسكنتِ في عينيّ سُحبُكِ
ثم متُّ
ومات في أحداقي الوجدانْ
ناديتُ باسمكِ…
فارتدّت على صدري
النداءاتُ الحزينةْ
وضربتُ بالأشواقِ
أبوابَ المدينةْ
فأجابتني جدرانُ الهجرِ…
صمّاءَ، حزينةْ
لو تعلمينَ
كم قلتُ للناسِ:
أنا بخيرْ
لكنَّ في صدري
رمادَ لهيبِكِ المستجيرْ
ضحكتُ، وكان وجهي لوحةً
من كذبِ قهرٍ مستطيرْ
لا تعرفينَ، ولا ترينَ
ولا تشعرين موتي في الضميرْ
كلُّ القصائدِ بعد حبّكِ، يا حبيبةُ
نُفِيَتْ
حتى القصائدُ لم تعد تعرف لغتي
ولا كتبتْ
صرتُ الحكايةَ في الغيابِ
بلا فصولٍ، بلا بداياتٍ
بلا نُطُقِ الصمتْ
أنا من أمضى الليالي يرسم الأحلامَ
في شبحِ السكوتْ
ثم استفاقَ
فما وجدتكِ
غير طيفٍ، لا يموتْ
يا من على رمشِكِ
سجدتُ بلا صلاةْ
وغفرتُ للعمرِ السقيمِ
خُطا الخياناتِ العتاةْ
ووهبتُكِ القلبَ المليءَ ولم أقلْ
إن الهوى يُذكي الحياةْ
هل تسمعينَ؟
صوتي يغنّي
باسمكِ المحذوفِ
من كل القصائدِ
لكنه محفورٌ
في نبضِ الجراحاتِ اليتيماتْ
فوداعاً يا من ارتجفت لها
أوردةُ الروحِ العطشى
ووداعاً يا ليلى لم تثمر
نداءاتُها
يا من قتلتِ فراشةً
قد جاءت إليكِ لتكتملْ
لكنّها احترقتْ
وما ذنبُ الجناحِ إذا اشتعلْ؟
108
قصيدة