عدد الابيات : 21
وَإِنْ خَانَ قَلْبِي فِي هَوَاهَا فَإِنَّنِي
أَرَى عُذْرَ حُسْنٍ فِيهِ مَا يُبَرِّرُ
فَلِي مِنْ هَوَاهَا بِالضُّلُوعِ مَشَاعِرٌ
إِذَا رُمْتُ صَدًّا، تَسْتَفِيقُ وَتُجْبَرُ
تُبَاغِتُ رُوحِي كُلَّمَا لَاحَ طَيْفُهَا
كَأَنَّ خَيَالَ الْحُسْنِ لَا يَتَأَخَّرُ
أُسَافِرُ فِي عَيْنَيْكِ شَوْقًا مُوغِلًا
وَفِي كُلِّ سَطْرٍ مِنْ غَرَامِي أُسْفِرُ
أَحِنُّ لِمَسْرَاكِ احْتِرَاقَ مُتَيَّمٍ
إِذَا نَامَ وَجْدٌ فِي الدُّمُوعِ تَأَبَّرُ
وَيُبْكِي فُؤَادِي أَنْ تُغِيبِي لَحْظَةً
كَأَنَّكِ رُوحٌ لِدَمْعِ الْحَنِينِ تُؤَجَّرُ
وَإِنْ نَطَقَتْ عَيْنَاكِ صَمْتًا، فَهِمْتُهُ
فَكُلُّ لُغَاتِ الْحُبِّ فِيهَا تُفَسَّرُ
أَرَاكِ بِعَيْنِ الْعَاشِقِينَ مَلِيكَةً
إِذَا غَارَ مِنْهَا الْحُسْنُ فَهُوَ مُعَذَّرُ
وَمَا كُنْتُ أُخْفِي عَنْكِ ضَعْفَ مَشَاعِرِي
وَلَكِنَّ قَلْبِي لِهَوَاكِ يُجَهِّرُ
أُعَلِّقُ أَنْفَاسِي عَلَى طَرْفِ طَيْفِكِ
وَأَشْرَبُ مِنْ ذِكْرَاكِ مَا لَا يُنْكَرُ
تُطَوِّقُنِي الذِّكْرَى فَتَغْدُو أَنَامِلِي
قَصَائِدَ وَجْدٍ كُلَّمَا اللَّيْلُ أَسْفَرُ
وَفِي غُرَفِ الصَّمْتِ الْقَدِيمَةِ بَيْنَنَا
نَدًى مِنْ حَنِينٍ لَا يَمُوتُ وَيُزْهِرُ
أُقَبِّلُ أَهْدَابَ الزَّمَانِ لِحُبِّكُمْ
فَكُلُّ زَمَانٍ فِي هَوَاكُمْ مُؤَثَّرُ
فَمِنْكِ ابْتَدَى صُبْحُ الْغَرَامِ وَانْتَهَى
عَلَيْكِ اشْتِيَاقِي وَالْهَوَى يَتَكَرَّرُ
أُنَاجِيكِ فِي نَوْمِي، وَيَصْحُو فُؤَادِي
عَلَى نَبْضِ شَوْقٍ فِي دَمِي يَتَجَوْهَرُ
تَوَسَّدْتُ لَيْلَ الْبُعْدِ نَارًا وَأَدْمُعًا
كَأَنَّ جِرَاحَ الْعَاشِقِينَ تُسَفَّرُ
تَبَعْثَرْتُ فِيكِ الْحَرْفَ حَتَّى حُرُوفُهُ
تَدَلَّتْ عَلَى شَمْسِ الْعُيُونِ وَتُسْهِرُ
وَمَا الْحُبُّ إِلَّا أَنْ أَرَاكِ مَعَ الْحَيَاةِ
تُرَتِّلِينَ الرُّوحَ لَحْنًا فِيمَا تُفَسِّرُ
فَيَا نَجْمَ عُمْرِي إِنْ أَتَيْتِ فَإِنَّنِي
سَأَغْدُو صَلَاةً فِي الْغَرَامِ وَأُكْثِرُ
وَإِنْ كُنْتِ إِنِّي فِيكِ صَبٌّ مُوغِلٌ
فَأَنْتِ الَّتِي لِلْحُسْنِ حُبًّا تُقَرِّرُ
148
قصيدة