"خيانة الوصل"
مالتْ نُفوسُ الناسِ عنِّي رغمَ وُدِّي،
وما اصطَنعتُ الوصلَ يومًا أو تودُّدِي.
أحببتُ من قلبي، رجوتُ قلوبَهم،
لكنَّهم خانوا الفؤادَ المُهتدِي
من زدتُهُ حُبًّا وقُربًا جافَنِي،
فأبدلَ وصلي بالجُحودِ وبالبُعْدِ
كأنَّ صدقي كانَ ذنبًا في الهوى،
ووداديَ البريءَ جريمةَ المُرتَجي
سَقَيتُهمُ حُبًّا نقيًّا صافِيًا،
فَرَدُّوهُ صَدًّا مرًّا كالعَلقَمِ المُرِّدِ
فما عادَ في القلبِ امتدادٌ لوصلِهم،
ولا ظلَّ من وجدي، ولا طيفُ مُهتَدِي
دفنتُ هوايَ، ولمْ أُعنِّفْ خاطري،
لكنَّ في الأعماقِ جُرحًا لم يَغِدِ
تعلّمتُ أنْ أهوى لنفسي صمتَها،
وألّا أُعَرّي خافقي عندَ المَسَدِ
فإنْ خابَ ظني في وجوهٍ أحببتْ،
فليَشهدِ الرحمنُ ما خابَ مقصدي
فيا خِسَّةَ الوصلِ الذي باعَ مَن هوى،
ولم يحفظِ العِشرى، ولم يرعَ العهدَ
الأصل في الحقوق هي أنها محفوظة
رجاءا عدم النشر والمشاركة إلا بإذن الكاتب
ماهر كمال خليل
15
قصيدة