الديوان » ماهر كمال خليل » القيادة الزائفة

 

 

 

"القيادة الزائفة"

 

فرسانٌ بيننا على الجيادِ اعتلوا

وياليتهمْ لها كانوا بأهلِ!

سيوفُهم خشبٌ، ودُروعُهم وَهْمُ

فلا يخوضون الوغى،

وإن دَقَ النفيرُ ، 

وصاحتِ الحربُ، اسْتحالوا ظلالًا

كأنّ الجراحَ تُنادي السرابا!

 

يهابون السيوفَ إذا تلألأتِ،

وكيف يخافُ الموتَ حرٌّ لم يُذَلِّ؟

فليس كريمُ الأصلِ يحني جَبهتَهُ،

ولا فارسٌ إن صاحَ للحربِ انْكفأَ وزَلَّ

والخيلُ تعرفُ فارسَها،

فلا تنكسرُ إذا امتطى صَهوَتَها رجلٌ حُرُ

 

فَسُحقًا لمن باعَ المجدَ بوهمٍ،

وصاغ البطولةَ كذبًا وسفها 

فلا الحربُ تعرفُ إلا شجاعًا،

ولا الأرضُ تعشقُ إلا مَن بَذَلَ

 

 

تموتُ الجيادُ إذا خانَ راعيها!

ولا يُرهِبُ الضرغام جُبنٌ وأقوالُ

ويزأرُ العرينُ إذا ليثُهُ حضَرَ!

فليسَ المجدُ ثوباً يُرتدى زيفاً،

ولا التاجُ إلا لمن في الوغى انتصرَ

 

هانت هيبتُنا، واشتدَّ عودُ أعادينا،

ومع كلِّ معركةٍ يسوقُنا الخوفُ،

والأحرارُ الشجعانُ بينَنا منفيون،

ويقودُنا من لا يعرفُ للحقِّ درباً،

 

هم في الدنايا للهوى قد ساروا

وفي الوغى خارت لهمُ أقدامُ!

 غير أن الليث يبقى شامخاً

وفي قبضتيه يزهرُ الشرفُ المُحتدمْ

 

فيا ويحَ قومٍ قد تولاهمْ وغدٌ،

يبيعُ الأمانَ، ويشري الهَوانَ والوهما!

وأنكى من الموتِ أن تسترجي الرجا

من غيمٍ سقاهُ الوحلُ، باعَ العرضا

يسقيك سُمًّا، ويروي الجراحَ علقمًا

ولا خيرَ يُجتبى منه إلا صلافةً وكذِبا

وهل يُهدى النصرُ لمَن خذلَ السيفا!

ولا المجدُ يُبنى إذا الجُبنُ حَضرَ

 

 

الأصل في الحقوق هي أنها محفوظة

رجاءا عدم النشر والمشاركة إلا بإذن الكاتب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ماهر كمال خليل

ماهر كمال خليل

15

قصيدة

ماهر كمال خليل، شاعر كوردي من إقليم كوردستان العراق، وُلد في العراق بتاريخ 1 كانون الأول/ديسمبر 1976. نشأ في مدينة الموصل، ثم انتقل إلى مدينة دهوك عام 1991. تخرّج في كلية الحقوق – جامعة صلاح

المزيد عن ماهر كمال خليل

أضف شرح او معلومة