عدد الابيات : 25
بِنتَ الأماني.. رعاكِ اللّه مِن وطرِ
لم أَقضِهِ .. و طِلابٍ جَلَّ عَن حَذَرِ
لولا اعتِزامِيَ ما أبصَرتِ مُنقَلبِي
عن سَاهِرِ البَرقِ أبغِي ساهِر السَّمَرِ
لكنِّما شَجَنِي.. و البدرُ مُكتَمِلٌ
أنِّي مَددتُ يداً تشكو مِنَ القِصَرِ
و ما ذرفتُ دموعي يومَ فقدِكُمُ
لَوماً .. و لكنَّنِي أبكي مِنَ القَدَرِ
فدىً لَكُمْ عُمرِيَ الباقِي و حَسرَتُهُ
لو كانَ يُرضيكُمُ يا خُلَّتِي عُمُرِي
ما كنتُ أعلَمُ أنِّي هالِكٌ أَسَفاّ
حتَّى أفقتُ على كُحليكِ و الحَوَرِ
لا عُذرَ لِي فيكِ أدري .. غيرَ أنَّ شجىً
عليكِ أعظَمُ مِن آمالِ مُفتَقِرِ
أدري .. فأكتُمُ ما ضاقَ الفؤادُ بهِ
إن غِبتِ شيئاً .. فذي كفّارةُ النَّظَرِ
هذا الجمالُ حريريٌّ.. و مِن ذَهَبٍ
تلكَ المَفاتِنُ .. و المفتونُ مِن عَفَرِ
ليهنِ وجدِيَ ذاكَ الحُسنُ يا قمراً
قد غابَ عنِّي و وافانِي على الكِبَرِ
طوراً أرى الصَّبرَ يُسلِينِي .. و آوِنَةً
آوي إليكِ كطيرٍ عادَ مِن سَفَرِ
لولا رسائلُ فيها عطرُكِ اندَثَرتْ
هذي السّنينُ .. و ما أبقيتِ مِن أَثَرِي
أكانَ طيفُكِ أم روحي التِي عَبَرَتْ
مِنِّي إليكِ تواسِي بعدَكُمْ بَصَرِي
بل أنتِ أنقى و أبهى روعةً و سَنَاً
مِن أحرُفٍ بعثَرَتها عَثرَةُ الفِكَرِ
و مِن جَنانٍ بهِ الأفكارُ ماعبَرَتْ
مِن خاطِرٍ شَبِمٍ إلّا إلى خَطْرِ
وَ مِن فؤادٍ عَراهُ الوجدُ في زَمَنٍ
لا وجدَ فيهِ سِوى للصُّمِّ مِن حَجَرِ
يا للتَّوائمِ إن مالَ الحَنينُ بِها !
إلى توائِمِها في العالَمِ الكَدِرِ
مَن يُقنِعُ الخَلقَ أنَّا توأما شَغَفٍ
و أنَّنا مِن دمٍ صِنوٍ و مُختَبَرِ
و أنّ قلبي على علّاتِهِ دَنِفٌ
بقلبِ أُنثى كمِثلِ الغيمِ في الطُهُرِ
أم هل سيجمعُنا سَقفٌ و يُرجِعُنا
عهدَ البساطَةِ دهرٌ حادَ عَن وَطَرِ
طيرانِ كسبُهُما قوتٌ يُبَلِّغُهُمْ
و دفءُ وصلٍ و عيشٌ يانِعُ الزَّهَرِ
تلكَ الحياة .. فإن لم نجنِ لذّتها
فحسبُنا اللّهُ يكفي كُلَّ مُصطَبِرِ
و إنَّما العُمرُ أيَّامٌ نُغَرُّ بِهَا
و حسبُنا الوصلُ في جَنَّاتِنَا الأُخَرِ
عليكِ مِنِّي سلامُ اللَّهِ ما وَرَدَتْ
فيَّ التَّباريحُ أو مالَتْ إلى صَدَرِ
تبقينَ أنتِ.. و تَفنى كلُّ ذاكِرَةٍ
فيها سواك .. و يَفنى كلُّ مُذَّكِرِ
7
قصيدة