مَن لي بعينيكِ طولُ الهجرِ أضناني

يا بِدعَةَ الوجد .. يا سُكري و إدمانِي

في غُربَةِ الرُّوحِ وحدي أرتمِي.. و دمي

ينزُو إليكِ فهل يُرضِيكِ خُذلانِي ؟

إنِّي رَضيتُ بطيفٍ مِنكِ يُسعِفُنِي

ذاكَ الذي كانَ عَينِي .. باتَ يَنسانِي

يا مَنْ لنيرانِ شوقٍ لستُ أُخمِدُها

تشكو إلى مُهجَتِي مِن حَرِّ نيرانِي !

حارَتْ جهاتي دروبُ الرُّوحِ ضائعةٌ

مِن بَعدِ كُنتِ.. و كانَ الوَصلُ عُنوانِي

زيدي ائتلاقاً لَـعَلِّي أنتهي شَغَفَاً

أغراكِ بالصَّدِّ ما بالعشقِ أغرانِي

يا موجةً غَمَرتْ بالحُبِّ شُطآنِي

يا مُهرةً غَلَبَتْنِي وسطَ مَيدانِي

أرهَفتُ شعريَ كي أحظى بِـنائِلِها

فـفازَ بالشِّعرِ عندَ البوحِ كِتمانِي

فلو قَصدتُ بهذا الوجدِ عاطِفةً

رَنَتْ إليَّ كطفلٍ بينَ نِيرانِ

بعضُ الشُّعُورِ مُحالٌ أن يُحاطَ بِهِ

و أقدُسُ الشِّعرِ لا يؤتى بِشيطانِ

أنا المُرجَّى لِـدَهرٍ لا كفاءَ لَهُ

إلَّا بقيَّةُ آهاتِي و أحزانِي

جُرحٌ أباحَ غُروري لستُ أُدرِكُهُ

لكنَّ عِزِّي و مَجدِي جُرحِيَ الثّاني

كانَ الرَّقيقَ و كُلِّي قسوَةٌ و إباً

فكيفَ باتَ يُقاسِي الذُّلَ حِرمانِي

ذاكَ الغزالَ الذي زُمَّت رواحِلُهُ

يا ليتَهُ يومَ بانَ الرَّكبُ أبقانِي