هذا الكتاب معجز مشاهد

هلم يا عريف للتوسم

هنا هنا سوق عكاظ وبه

قد قام للاعجاز خير موسم

فسل صياريف البيان كلها

هل عندها لمثله من قيم

ان الذي سفهها في شركها

بأي توبيخ ولوم مؤلم

وجاءها بدعوة جاءت على

ذاك الضلال بالبلاء المبرم

قد سامها اتيانها بسورة

بل آية من مثله فلتغنم

فما لها تساقطت في عجزها

فلا لعا بل لليدين والفم

دعها لك الجلال يا داعيها

فالعجز قد صيرها كالبهم

دعها لك العز فتلك حلبة

كنا بها كل جواد مقدم

سل بلغاء العرب إذ قامت بها

فرسانها للقصبات ترتمي

أي خطيب مصقع لم يبكم

منها وأي مبدع لم يفحم

أما تراهم اقفلوا كأنما

قد سودت وجوههم بالعظلم

هذا هو الذكر الذي انزله

الله ولولا حفظه لم يدم

هذا هو الحبل المتيم للهدى

والعروة الوثقى التي لم تفصم

هذا شفاء وهدى ورحمة

فاستشف او فاستهدوا فاسترحم

دلائل الاعجاز في ايجازه

مطول المعنى بلفظ أفخم

في نظمه العجيب في اسلوبه الـ

ـبديع في تركيبه المنسجم

في كشفه للغيب في تعليمه

في شرعه في الاحتجاج المفحم

تأمل القرآن يا قارئه

وصعد الفكر به وأتهم

فان في قصصه ووحيها

معاجز تجلو غبار الغمم

جاء بها حقائقا تنزه الـ

ـمنقول منها من دخيل الوصم

نزه قدس الله فيها والنبـ

ـيين وكل مؤمن محترم

لو لم تكن وحيا لجاءت مثلما

جاءت وزادت فوقها بنغم

لم يك في توحيده غمز ولا

شط لدى تقديسه بالكلم

وان في عرفانه المعقول آ

يات لكل عالم وعلم

قام به في حجج مشرقة

ما الشمس ما البدر وضوء الانجم

وجاء بالتمدن الذي به

يسعد حظ الناس في التقدم

ومنه يحيى الاجتماع وبه

يعود عيد السلم والتنعم

بالعدل والانصاف والسياسة الـ

ـحسنى بباهر النظام المحكم

معلما بأفضل الاخلاق في

كرامة لم تبد من معلم

بكل ما يكمل النفس وما

يسمو بها إلى معالي الشيم

فيه التعاليم التي بها حيا

ة النفس علما وجلاء البهم

فاق بكل خصلة كريمة

يزيد فيها كرما في كرم

آياته في كل ما جاء به

ساطعة نار برأس علم

لينظر الحكيم في تعليمه

وفيلسوف العلم ثم ليحكم

انظر لابواب هداه واجد

هديت فيها نظرا وانعم

تجده ما غدر نحوا في الهدى

إلا نحاه معجزاً في الحكم

في كل باب هو معجز له

في المعجزات ميزة المقدم

لم يختلف وان يكن من عند غـ

ـير الله جعلا يختلف وبوصم

فها هو القرآن بين الناس في

كل زمان ظاهر لم يكتم

داع وشاهد وحجة وتبـ

ـيان ونور وهدى فاغتنم

فهل يقول مثلما جاء به

من كان في قطر الضلال الاقتم

في مثل وحشية قومه وفي

تراكم الجهل بعصر مظلم

في مل اميته وبعده

عن اكتساب العلم والتعلم

لولا هدى الوحي لما جاء بما

جاء وهاك فاعتبر بالامم

بل كلما جاء به للناس لا

يكون إلا من رسول ملهم

كم حجة بالغة جاء بها

أو عظة تكشف كل قتم

او مثل سار بزاهي نوره

كأنه البرق سرى في ظلم

او من سياسات بهاتأتلف الا

ضداد من بعد الشتات المؤلم

وتبتني كل فضيلة على

أساسه فهو عماد الخيم

ففي حدوده وتعزيراته

ردع عن الظلم وهتك الحرم

فأنت يا ايتها النفس ارجعي

لوعده راضية لم تحرمي

وللوعيد يا عيون فاهمعي

فانما الله شديد النقم

ويابني الاسلام فيه فافخري

فذا هو العز الذي لم يرم

وانت يا من قست غيره به

كيف تقيس قطره بالعيلم

كم بين ما اظهاره فخر وما

اخفاؤه فرض على المحتشم

سمعا بني الانسان يا اخواننا

نفثة علم من حشى محتدم

دلائل الاعجاز لا تخفى على

هذا الحبيب المصطفى المكرم

محمد قد كان اميا فما

هذي التعاليم التي لم توصم

أخلاقه طاعته وزهده

شهود صدق ابدا لم تكلم

قد جمع الاضداد في اخلاقه

وما بها من طبع سوء مقحم

كان غضو باللهدى لكن اذا

امكنت القدرة لم ينتقم

كان يحب السلم لكن للدفا

ع سيفه يجري بسيل العرم

جاء بدين مثل ضوء الشمس يه

دي للصراط المستقيم قيم

اكمله الله بلطفه ولم

تبق به من نعمة لم تتمم

فالدين عند الله والحق هو الا

سلام لو يعلم من لم يسلم

وكلما قرر للنبي من

أدلة بها الامام يمم

وزد عليها أن شرع الله لا

بدله من حافظ ومن حمي

يكون كالنبي في اتصافه

بعصمة وغيرها من أنعم

اعضاء جسم المرء لم تترك سدى

حتى غدت لقلبه كالخدم

وهل ترى من سائس لي له

ولي عهد ان يغب يقدم

وسائل النحل اذا يعسو به

أودى ايبقى في الضلال يرتمي

نصب الامام واجب بواجب اللـ

ـطف من الله اللطيف الارحم

بعلمه ونصه يكون لا

بالرأي منا او تواط مبرم

يا تاليا الله اعلم التفت

لما بها من حجة واستقم

يعلم بالمعصوم منعباده

فيجتبيه للمقام الأعظم

إن سدد الاجماع في أمر فمن

سداد عصمة الامام فاعلم

لم يرتض الله لها غير فتى

بغير تقوى الله لم يتسم

لا غيره كيف وذا الاجماع قد

نادى بأن غيره لم يعصم

ميزه الله بما حباه من

فضل وعلم وهدى وأنعم

إذ كان أسخاها وأتقاها وأقـ

ـضاها وأمضاها بكل الهمم

فانظر الى فقل تعالوا نبتهل

تجده نفس أحمد في العظم

وهو بنص إنما وليكم

ولي كل مؤمن ومسلم

هب وهب الخاتم لكن ربه

في خاتم الولاء قال اختتم

أوحى الى نبيه يا أيها الـ

ـرسول بلغ وبنا فاعتصم

لذا رقى الأحداج في خم على

رؤوس ذاك المجمع المزدحم

وقال من كنت له مولى فذا

مولى له اكرم به وأنعم

وقال يا على أنت وارثي

وأنت قاضي عدتي ومغرمي

وخالط الايمان منك اللحم والـ

ـدم كما خالط لحمي ودمي

وقال أقضاكم على والقضا

في الحكم لا يعطى لغير الأحكم

وفي حديث أنت مني قد حوى

منزلة عظيمة لم ترم

وقال للعلم أنا مدينة

وذا هو الباب الذي لم يردم

وكم له معاجز لو لم يكن

نص كفت في حقه المخترم

فالشمس قد ردت له مكرراً

فنوهت بشأنه المعظم

وخاطب الثعبان والذئب وأهـ

ـل الكهف في تحية المسلم

وهز باب الحص يوم خيبر

بقوة الله التي لم تحجم

وغيره لم يكن معصوما فلا

يفي لفقد ركنها المقوم

ولاك يا علي في مفاصلي

جرى كما يجري الشفا في السقم

فأنت يا أخا الرسول أول

في الفضل من بعد الرسول الاكرم

وفي الامامة التي جرى بها الـ

ـعهد لابراهيم في المحتم

عهد حباك الله في الذكر به

منوها بقدسك المفخم

عهد يضيء نوره في جبهة

ما سجدت قط لرجس الصنم

وبعدك السبطان شبلاك وهل

يخلف إلا الشبل ما في الضيغم

ثم على بن الحسين زينة الـ

ـعباد فاسأل عنه ليل النوم

وبعده الباقر للعلم ومن

لولاه برق ديننا لم يثم

وبعده الصادق من جدد في الا

سلام كل دارس منهدم

وبعده الكاظم للغيظ ومن

لولاه أركان الهدى لم تقم

وبعده ابنه الرضا العدل ومن

لولاه بيت الظلم لم يهدم

وبعده الجواد ذو الفضل ومن

لولاه أم الفضل لم تكرم

وبعده الهادي لمن ضل ومن

لولاه ظهر الغي لم ينفصم

والعسكري بعده وبعده الـ

ـمهدي اثنى عشر لذ بهم

عدد أسماؤهم طه وقد

نص عليهم بالصريح الألزم

ونص كل سابق منهم على

اللاحق نصا محكما لميصدم

وهم أولي العصمة والقربى له

وهم أولي الأمر هداة الأمم