مُنذُ اعواما!
_____
أكان لقائُكِ به فُراقا؟
أمْ في قُربهِ عنكِ ابتعادا؟
بِالله عليكِ أما كفاكِ جدالا!
أوَلستِ أنتِ مَن طلبت منه الرحيلَ لا الترحالا!
فأيُّ ذنبٍ لذلكَ الّذي أشتعل فيكِ ولأجلكِ أشتعالا
إن باحَ لكِ عما مضى في سواكِ مثالا؟!
أنسيتي: أنتما على هذه الحال منذ أعواما
فما الضيرُ لو سألَ المُعَيْنَ لكِ عوْنا
يَرطُمُ الغَيْمَ بِالغيْمِ لأجلكِ صيفا
فيهَلَّ الْمَطَرُ قَطرةً ... قَطرةً سبيلا
عسى يلينُ في قلبكِ اليباسا!
فهل من النبلا أن تُنادي عليه توسلا
في دربٍ عتمٍ إليكِ بلا قناديلا
وهكذا مضى في دربكِ الذي ليس له سبيلاً!
فقط أجيبي ذاك النحاتا ورُدِّيّ سوالا
الذي نحت لكِ الصخر تمثالا :
أشوقٌ منكِ كانْ هذا يا دلالا
أمْ الفتِ صبَّ الزيتِ على نارِ العتابا؟!
أ هي سجاياكِ المجْبولّة بالملاما والرُجاما
أمْ لغوُ المتعنتِ هي لهجتكِ في الكلاما؟!
يَا منْ ادعيتِ علو المقاما..
علامَ صد انغام الصبابا
أليسَ في هذا اللئاما؟
أوَلستِ تدرينَ أنَّ الحماما
لا يُحلّقُ في سماءٍ مُكتظّة الغماما!.
110
قصيدة