وقفت لك الدنيا فسيري

مسرى الضياء من الأثير

يا أخت سابحة النجو

م وبنت سانحة الضمير

من عهد آدم لم تزل

عذراء مسبلة الستور

بكراً تقلبها أكفـ

ـف الغيب في طي الدهور

حتى جلتها للعيو

ن منصة العهد الأخير

أفأنت وافدة البخا

ر على الأجادل والنسور

ثارت لتأخذ باسمه

عهداً على ملك الطيور

ملك البخار على السما

ك بصولة الملك القدير

في كل غواص ورسا

ب بأحشاء البحور

ثم انثنى يرمي سما

ك الجو بالجيش العزيز

فالنجم في فرق يجو

ل بجفن مرتاع حسير

والسحب من حذر البخا

ر وبأسه حيرى المسير

يا منذر الأفلاك هل

للأرض دونك من نصير

ما هذه الورق التي

في الجو تغلو في الهدير

غيرى من الأطيار في

أحشائها لهب السعير

فتخٌ مخالبها الحد

يد وريشها نسج الحرير

عنيت بمحبوك الدمق

س عن القوادم والشكير

ترد السحاب الغر إن

ورد الحمام على الغدير

خشعت لها هوج العوا

صف في الرواح وفي البكور

وتكاد تسمع للجبا

ل بها صريخ المستجير

يحسبنا سقب السما

ء رغا بخافية الأمور

فاعجب لمؤمنة الليو

ث تخاف غائلة الصقور

ولآمنات الطير بتن

مروعات في الوكور

لا يابنات الجو ما

في الجو من شر شرير

طير السلام بطائر الـ

ـإسلام والأسد المزير

طوراً تسف على الثرى

بين المتالع والصخور

سكرى بمعتل النسي

م يهزها نغم الصفير

وعلى الكواكب تارةً

في وثبة البطل المغير

يا طائر الإسلام يه

فو بالعواصم والثغور

يختال في الملكوت زهواً

فوق آمنة العثير

فوق الهواء كأنه

ملكٌ تربع في السرير

ينهى ويأمر في الريا

ح هلا هلم ويد سيري

تجري الصبا على أمره

فترد عادية الدبور

يا ساريين سرى الهلا

ل على المشارف والقصور

أحييتنما ميتاً من الـ

ـآمال في قلب كبير

ذكرتمانا بالبرا

ق وعصره خير العصور

عصر يهيب بنا ألا

فتذكروا فتحي ونوري

أهلاً بمعلية الهلا

ل على الكواكب والبدور

طلعت بميمون النقي

بة مطلع القمر المنير

حملت على متن الصبا

شوق الخليفة للأمير

تهدي إلى مصر السلا

م تحية الملك الكبير

يا سالماً صحب الكما

ل فأحمدأ غب المسير

هذي الكنانة فانزلا

في ساحةالكرم الغزير

الدهر كفر ماجني

من قبل في فتحي ونوري

يا مدمعاً بالحزن يجـ

ـري أثره دمع السرور

هذاك من صوت النعي

وذا على صوت البشير

في ذمة الرحمن ثا

وٍ بين أطباق الصخور

قالوا تخرمه الردى

فهوى إلى ظلم القبور

ورماه حرسا السما

ءة بالشهاب المستطير

ما أنصفهو وإنما

تبعوا هوى الشعر الغرور

حاشاه من شهب الرجو

م وما بهن من الثبور

هي أنفس ظهرت لها الد

دنيا بمرآها الحقير

فسمت إلى دار القرا

ر تطير في ملأ طهور

ما بين جند اللَه بالـ

ـفردوس من ملك وحور

يا دولة الإسلام هبـ

ـبي يا كواكبه أنيري

مدى جناحيه على النسـ

ـرين والشعري العبور

فلعل داثره تجد

د عهوده بعد الدثور