في صلاتي،
تسقطُ دمعةٌ،
هي ليست للغفران فقط،
بل لكلّ من جاعَ ولم يلتفت له أحد،
لكلّ من بكى طويلاً دون أن يُسمع صوته.
في صلاتي،
أرفعُ نظري بعيدًا عن الأرض،
لأن قلبي معلّقٌ في السماء،
وروحي تبحث عن موطني هناك،
تصرخ بكلّ حزنٍ وألم:
"ألم يحن وقت عودة هذا الغريب إلى وطنه؟
ألم يحن وقت أن يتحرّر هذا السجين
من سجن العذاب؟"
هذا أنا في الصورة،
بشعري الخفيف،
بلحيتي البيضاء،
بألمي الذي صار ظلاً لا يُفارقني.
كلّ من ينظر إليّ
يرى رجلاً يصلي،
لكن الذي خلقني يعلم
أنني أبحث عن بيتٍ لم أولد فيه،
وعن كوكبٍ يشبه طيبة قلبي،
عن حياةٍ لا تخذل من أحبّوا كثيراً.
يا رب،
أنتَ الذي وضعتَ الحزنَ في وجهي،
اجعلْ منه نورًا لغيري،
أو خذني إليك،
فقلبي تعب،
لكن إيماني لم يمت.
وإن رحلتُ غدًا،
فلا تبكوا صورتي،
بل اقرأوا ما كتبتُ في صلاتي،
وافهموا أن هذا العالم
كان ضيقًا جدا على رجل
موطنه في السماء.
أنا الذي صلّيت،
والذي نفسي بيده،
لن أترك يدًا ممدودة لي.