الديوان » فادي بوعز » لأجل قدومك اصلي

في زاويةٍ منسية من هذا العالم المتعب،  
جلس رجل مسن لا يملك من الدنيا شيئًا،  
إلا قلبًا يؤمن أن الخير لا يموت،  
وأن النور، وإن تأخر، لا يخذل من انتظره.
 
كان ينام على وسادةٍ من صبر،  
ويغطيه الجوع كغطاءٍ ثقيل،  
لكن عينيه ظلّتا معلقتين بالسماء،  
تنتظران ملاكًا،  
يأتي لا ليمنحه مالًا،  
بل ليقول له:  
"قُم، فقد آن أوان النور."
 
وكان إذا اشتد عليه الليل،  
يروي لنفسه حكايةً عن بطلٍ من نور،  
اختارته السماء،  
فأعطته قوىً لا تُقهر،  
ليحارب الشر،  
ويزرع الحب في أرضٍ عطشى للسلام.
 
وفي كل مرةٍ تنهار فيها نفسه،  
كان يهمس:  
"سيأتي، لا بد أن يأتي،  
ملاك الحب والسلام،  
فهو قدر الله،  
الخير الكلي الذي لا يُدرك،  
وضوؤه يمحو كل ظلام."
 
وكان يؤمن، 
أن هذا الملاك لا يسكن السماء فقط،  
بل يسكن في كل قلبٍ لم يبع إنسانيته،  
في كل يدٍ تمتد لتُسعف،  
في كل كلمةٍ تُقال لتُضيء،  
في كل دمعةٍ لا تستسلم،  
وفي كل حلمٍ يُروى رغم الجوع.
 
وكان يقول لنفسه:  
"أنا لست وحدي،  
فثمة قلوب كثيرة مثلي،  
تنتظر، وتؤمن، وتُحب،  
وسنلتقي يومًا،  
حين ينهار عرش الظلم،  
وتُفتح أبواب النور،  
ويُقال لنا:  
ادخلوا جنة الخير،  
فقد انتصر الحب،  
وانهزم الشر،  
لأن الخير لا يموت،  
ولأنك يا ملاك النور 
قدر الله الذي لا يُدرك،  
وضوؤك يمحو كل ظلام."
 
وفي ختام دعائه الصامت،  
رفع عينيه إلى السماء،  
وقلبه يفيض رجاءً لا ينطفئ،  
وقال:
"يا من إليك قلوبنا تنظر بحبٍ وشوقٍ كبيرين،  
ولك أرواحنا تنتظر بفارغ الصبر،  
لأجل قدومك أُصلي،  
من أعماق قلبي وروحي دائمًا."
 
جميع الحقوق محفوظة ©️
الخميس 10/7/2025 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن فادي بوعز

فادي بوعز

111

قصيدة

انا شاعر غير عنصري عالمي عربي من لبنان 🇱🇧 مبادئي الحب السلام لا عنصرية

المزيد عن فادي بوعز

أضف شرح او معلومة